فَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَالاَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: إِلَى مَتَى تَأْبَى أَنْ تَخْضَعَ لِي؟ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي. (خروج10:3)

لو تعلّم جميعُ النّاس أهمية التّواضع أمام الربّ، لنجَحوا في إيمانهم. حتى بعضَ رجال الله أظهروا أنّهم لم يتعلّموا هذا الخاصيّة، لأنهم عندما يكونون أقوياء وليس لديهم أيّ مشاكل صحية، يصلّون بغرورٍ طالبين فضل الربّ على حياتهم. كُنْ شخصًا بسيطًا ومتواضعًا، مستعدًا لدعوة الربّ، وسوف تكتشِف مدى أهميّة ذلك.

أمرٌ شائعٌ أن يعتقدَ البشرُ أنّهم هامّون وأنهم لا يحتاجون إلى مساعدة أحدٍ. يحدث هذا في كلّ مكان وعمليًا مع جميع الناس. قليلٌ من النّور يساعد الإنسانَ، لكن يجب على الذين يستقبلونه ألّا ينحرفوا عن الحق وينقادوا لأكاذيب العدوّ؛ والآن لا يقدر إنسانٌ أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أعطي من السَّماء (يوحنا 3: 27). صلّوا، اطلبوا الله واحصلوا على القوَّة، ولكن احصلوا على التواضع أيضًا.

قيلَ لفرعون أنَّ عدم سماحهِ للشَّعب المقدَّس بالذّهاب في طريقهم سيؤدي إلى حدوث ضرباتٍ أخرى عليه. يدركُ الحُكماء أنهم لا يستطيعون الوقوف ضدَّ الربّ، لأنه كلِّي القدرة، وإذا اتخذوه صديقاً وإلهاً لهم، فمن المؤكد أنّ مشاكلهم ستُحل. لا تقلْ لا للعليّ أبدًا لأنه يعرف دائمًا ما هو الأفضل وسيُعطيه لك. أحبّه فقط!

الضّربات السَّبع السَّابقة التي تسبَّبت في خسارة كبيرة للأمة المِصرية بأكملها لم تكن كافية لكسرِ كبرياء فرعون. والضّربات الثلاثة الأخرى التي لم تأتِ بعد لن تكفي أيضًا، ربما للحظات. هناك أناسٌ لن ينحنوا أمام الله ما لم تتزعزع حياتهم، وهناك آخرون يفضلون الذّهاب إلى العذاب الأبدي بدلاً من الاعتراف بأنَّ الله هو الربّ على حياتهم.

يجب على الذين يُقسّون أعناقهم أن يعدّوا أنفسَهم للشَّر الذي سيأتي في طريقهم. لماذا لا نستسلم لسيادة سيّد الأرض كلها؟ فهل يستطيع غير المؤمن الصُّمود عندما يحدث ذلك؟ ربما يظنّون ذلك، ويظنون أنّهم سيخرجون منتصرين إذا أخذ الربُّ القليل من القيلولة. فقط أولئك الذين هم تحت تأثير الشّيطان يمكنهم التفكير بهذه الطريقة. لو أخذ العليُّ قيلولة للحظةٍ واحدة فقط، لضلَلنا جميعاً.

حتى خدّام فرعون تجرأوا على التَّحدث إلى الملك، لأنهم لم يستطيعوا تحمُّل كلَّ هذه المعاناة. كم من الآباء مسؤولون عن المآسي التي تحدث لأبنائهم؟ هناك مقولة يردِّدها الناس دائمًا وهي صحيحة تمامًا: “عندما لا يفكر الرَّأس، يدفع الجسَد الثَّمن. تحقق لمعرفة الأشياء السَّيئة التي حدثت لك ولعائلتك وغيّر موقفك من خلال الاعتراف بأخطائك وتصحيح الأمور مع الآب السَّماوي. آمين؟

افحص نفسك وانظر ما إذا كان الشَّيطان قد دمَّر عائلتك بسبب الطريقة التي تتصرَّف بها، أو بسبب كلماتك أو بعض الخطايا القذرة المخفيّة. أولئك الذين لا يستسلمون أمام الله سيواجهون صعوبات كثيرة. الرَّحمة!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز