-
-
فَرُدَّ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ. وَلكِنْ مَنْ وَمَنْ هُمُ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ؟ (خروج8:10)
عندما رأى فِرعون استياء وجوهِ الأمّة، الذين سألوه إذا كانَ على علمٍ بخراب مِصر، شعرَ ذلك القائد أنه من الأفضل إطلاقُ سراحَ بني إسرائيل. يحدث هذا للإنسانِ دائمًا، رغم أنَّ هذا لم يكن القرار النِّهائي. فقسَّى اللهُ قلبَ هذا الرَّجل مرّة أخرى، حتى يلحقَ الشَّعبَ العبراني بعد خروجهم. الربُّ يعلم كلَّ شيءٍ.
يمكن أن نلاحظَ من خلالِ كلام فرعون أنه لم يكن متأكداً تماماً ممَّا كان يفعل عندما دعا موسى وأذِنَ لهم بالخروج. وعندما سأل عن عدد الذين سيغادرون، كان يُظهر أنَّ قراره ليس آتٍ من الربّ. لأنه وضعَ بعض القيود، إذ لم يكن مقتنعًا تمامًا بأنه سيسمح للنّاس بالرَّحيل. انتظِر دائمًا الإشارة التي تُثبت عمل الله في قرارك. الحكماء يعرفون الوقت المناسب للتّصرفِ.
بما أنَّ الملكَ لم يكنْ مقتنعًا تمامًا بالسّماح لأبناء يعقوب بالخروج، كان على الربّ أن يسمحَ لجراد العالم كلّه أن يضربَ مِصر، فيرى فرعون الثمنَ الذي يجب عليه أن يدفعه لعدم طاعتهِ أوامر العليّ. يعرف الشّخصُ الشّرير أنَّ شرَّه هو السّبب وراء مشاكله، لكنَّه بطريقة معيّنة، يعتقد أنه سيتغلّب في حربهِ ضدَّ الله القدير. هذا سخيفٌ جدّاً.
أعتقدُ أنه في الأيام التي سبقتْ مجيء تلك الحشَرات، كان هناك تكاثرٌ لا يمكن تصوّره لهذا النّوع، فما كان على فرعون العنيد رؤيته، كان ببساطة أبعد ممَّا يمكن لأيِّ شخصٍ أن يتخيَّله. سحابة تلك الحشراتِ المفترسة التي لا يمكن إيقافها غطّتْ ببساطة وجه العالم كله، حتى أظلمتْ الأرضُ (الآية 15). واعتبرَ فرعونُ هذا شرًّا من إله العبرانيين، فأين آلهته التي لم تفعل شيئًا؟ الحقيقة هي أنهم لا يستطيعون فعلَ أيّ شيء. الربُّ هو الله وحده.
أظلمتْ الأرضُ في ذلك البلد عند وصول هؤلاء الجياع، الجيش الذي جنَّده العليُّ لتلقين درساً للملك المتمرِّد. وعرفَ جميعُ الشّعب أنّ ذلك يحدث بسبب عناد فرعون.. عندما يأتي شيءٌ من الربّ، سواءً كان للخير أو للشَّر، فهو أمرٌ كبير جدًا، وأولئك الأكثر خبرة يتعجّبون إزاءَ أعمال الربّ بكل بساطة. إلهُنا عظيمٌ.
هناك خدماتٌ رأينا فيها الكثيرَ من النّاس يخلصون من شرورهم. في عام 1980، في أحدِ ملاعبِ مدينة ريو دي جانيرو، عقدتُ اجتماعاً تخلّصَ فيه مئاتُ الأشخاص من أدوات سمعِهم، وألقوها عالياً لإظهار شفاءهم. أمرٌ جيّدٌ جدًا أن نكون قادرين على أن نجلب قوَّة الآب السَّماوي إلى الكثير من الناس. أليس كذلك؟ لقد رأتْ عينيَّ مجد الله في كلّ الأرضِ.
لقد وصلنا إلى لحظة جميلة من الكرازة بالإنجيل، حيث أنَّ الناس من جميع أنحاء العالم سوف يطلبون إله المُعجزات، وعندما يرونَ عملَهُ، سيتحدثون عنه لآلاف المرضى. وسوف يأتون إليه. والأجمل أن ينقذهم الربُّ من شرورهم. لقد فشلتْ الديانة فشلاً ذريعًا؛ والآن حانَ الوقت لعمل النِّعمة والحقّ. آمين؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز