-
-
فَتَذْهَبُ مَوَاشِينَا أَيْضًا مَعَنَا. لاَ يَبْقَى ظِلْفٌ. لأَنَّنَا مِنْهَا نَأْخُذُ لِعِبَادَةِ الرَّبِّ إِلهِنَا. وَنَحْنُ لاَ نَعْرِفُ بِمَاذَا نَعْبُدُ الرَّبَّ حَتَّى نَأْتِيَ إِلَى هُنَاكَ» (خروج26:10)
فاجأتْ ضربةُ الظَّلام فِرعون. وعندما أدرك ذلك، لم يتمكَّن من رؤية أيّ شيء لأنَّ الظَّلام كان كثيفًا جدًّا، بحيث أمكنَ لمسَه. لم يُسمع عن شيءٍ مماثل من قبل: كان الناس يتنفّسون وفي نفس الوقت، يلمِسون طبقة الظلام التي تحيط بهم. لقد كان الأمر مخيفًا حقًا ودون أيِّ تفسير. إنَّ ما سيفعله الله لصالِح شعبه أعظم ممَّا يعتقده الناسُ.
لم يتمكّن المِصريون من الخروج من مكانهم لمدَّة ثلاثة أيام. فهل تمكَّنَت السُّلطات من القيام بواجباتها في قصر الملك وفي مكاتب الدولة الأخرى؟ وفقاً للكتاب المقدَّس، يمكننا أن نفهمَ أنَّ النّاس لم يكونوا قادرين على مغادرة أماكنهم حتى لتناول الطعام. فتخيَّل الأطفال الصِّغار الذين احتاجوا إلى تغيير ملابِسهم، وماذا عن الّذين خافوا من هذا السِّيناريو وشعروا بالمرض! ما حدث في ذلك المكان كان خطيرًا جدًا.
لقد سيطرتْ الفوضى على البلاد، إلّا أنّه في جاسان، لم يكنْ هناك أيُّ علامة على الظلام حيث يعيشُ الإسرائيليّون. وكان النُّور حاضراً في بيوت شعب الله. يستطيع الربُّ أن يُحدِث مثل هذا الفارق لصالح شعبهِ! وهكذا بما أنّنا أعضاء في جسَد المسيح، يحقُّ لنا أن نعامَل بهذه الطريقة أيضًا؟ والآن، لا تقبل أيَّ ألم، لأنك متى أصبحتَ للمَسيح، تتحرَّر من كلِّ شرٍّ. هللويا
هذه الظّاهرة التي أرعبتْ مِصر لم تصِبْ فردًا واحدًا من شعب الربّ. ولهذا أصرُّ على القول بأنَّ لنا الحقّ في عدم قبول أيِّ شيء يحاول الشَّيطان أن يفرِضَه علينا. حتى لو كان الجميعُ في خطرٍ، لا يمكننا أن نسمحَ بحدوث ذلك لنا؛ ففي النِّهاية يقول القديرُ: لا بدّ أن يكون فرقٌ بيننا وبين الضَّالين. لذلك ابقوا صامدينَ.
الحاكمُ ذو القلبِ الشّرير يمكنُ أن يتسبَّبَ في معاناة الأمة بأكملِها؛ لكنَّ الشَّخص المطيع لصوتِ الربّ، والذي تهيمنُ المحبّة على حياتهِ، سيجعل أرضَه أو عائلته مباركة. لا شكَّ أنَّ أولئك الذين يستجيبون لدعوة الآب السَّماوي ويمارسونها سيختبرون النِّعمة الإلهيّة العامِلة في حياتِهم. مدحَ الربُّ في الرسالة إلى كنيسة أفسس أهل ذلك المكان لبُغضهم أعمال النيقولاويين، تمامًا كما فعل (رؤيا 2: 6).
يجب على الذين خلصوا أن يتضرّعوا، لكي تدخل عدالة الله حيّز التنفيذ، لأنَّ الفرق يجب أن يُرى دائمًا. قرَّر العليُّ في ذلك اليوم، أنَّ الظَّلام لن يتجاوز الخطّ الفاصلَ بين منطقة جاسان وأرض مِصر. وهذا بمثابة تحذيرٍ لنا، فبمجرَّد أن نصبح أبناء النُّور، لا يمكننا أن نتورَّط مع قوى الشَّر التي لا يمكن أن تدخلَ أراضينا مهما كان الشرُّ كبيراً.
ما زلنا لم نصِلْ إلى حيث يجب أن نكونَ، ولهذا علينا أن نبقى يقظين وألّا نسمح للشَّر أن يمسَّنا. يجب أن ترافقنا مسحةُ الربِّ ووصاياه. وما أُعلِنَ لنا لا يمكن ازدراءه.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز