رسالة اليوم

12/02/2025 - بدأ الوحشُ يكشفِ عن نفسِه

-

-

وَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: «اذْهَبْ عَنِّي. اِحْتَرِزْ. لاَ تَرَ وَجْهِي أَيْضًا. إِنَّكَ يَوْمَ تَرَى وَجْهِي تَمُوتُ» (خروج28:10)


لم يَعُد الملكُ المِصري يحتمِل ضغط الله عليه أكثر من ذلك. تصرَّفَ الربُّ بهذه الطريقة ليؤخِّر شرَّ فرعون ضدَّ بني إسرائيل. ولولا التوبة الصَّادقة لَما خلصَ الملك من هذه النّية. يُمكن أن ينجوَ الذين قطعوا عهدًا مع إبليس اليوم إذا ارتدوا عن هذا الطريق الشِّرير، لأنَّ العليَّ يقول إنه ينسى أخطاء الماضي إذا كانت هناك توبة حقيقية (أعمال الرُّسل 17: 30)

عندما يقرِّر شخصٌ ما أن يتصرَّفَ بطريقة معيّنة، لا يستطيع حتى الله أن يغيّر قرارَه لأنّه يتمتّع بإرادةٍ حرّة. ولكن إذا كانت هناك توبة، وهي عمل الرُّوح القدس، فسيكون قادراً على الاعتراف بخطاياه وطلب المغفرة. وهكذا سيتدخل العليُّ وينقذه.

يُمكن لأيّ شخصٍ أن يتصرّف كما يريد، لكن يجب أن يعلمَ أنّه سيتحمّل عواقب قراراته. الآن، كان فرعون يتّجه إلى نهاية حزينة. واللّحظة التي سيسمح فيها لبني إسرائيل بالخروج من مِصر قد اقتربتْ، لكن قلبه تقسى أيضاً وأراد اللِّحاق بهم وإبادتهم.

الآن، كان الملكُ غاضبًا من موسى بسببِ الضَّربات التي أصابت الأمة، فقال:" لاَ تَرَ وَجْهِي أَيْضًا. إِنَّكَ يَوْمَ تَرَى وَجْهِي تَمُوتُ ". انتظرَ خادمُ الله الإجراء الإلهي، لأنَّ الربَّ وعَدَ بإبعاد بني إسرائيل عن أرضِ الخطية، وسوف يتمّ ذلك. وبالمقابل، لا تخفْ، فقط صلِّ وثِقْ بما سيفعله القديرُ.

لقد مضى أكثر من عام منذ أن أرسل الربُّ موسى ليتحدَّث إلى فِرعون حيث بدأتْ الضَّربات تسقط على مِصر. وبما أنَّ الله لا يُشمخ عليهِ (غلاطية7:6)، فإنَّ البذرة الرَّديئة التي زرعها أحدُ أسلاف الملك قبل 80 سنة لن تأتي بثمرٍ جيد. لقد قتلوا آلاف الأطفال العبرانيين الأبرياء (خروج 1: 16)، والآن سيموت جميعُ أبكار المِصريين بطريقةٍ غامضة في نفسِ الليلة؛ ولم يهلك أحدٌ من بني إسرائيل.

الحقيقة هي أنَّ الآلهة لم تكن مُحرجة فقط، بل فِرعون كان كذلك، الذي ادَّعى أنه ابن رَع، الإله الأعلى للآلهة المِصرية. لم يستطِع رَع حتى أن يحفظَ الابن الأكبر للملك؛ لذلك بمجرَّد هزيمته، سمحَ لبني إسرائيل بالمغادرة إلى الحرّية. إنَّ الذين يستفزّون الربَّ حمقى، فكيف يمكن للخليقة أن تتحدّى خالقها؟ إنَّ القدير يعملُ، وَمَنْ يَرُدُّ؟».
(إشعياء 43: 13)

ندم فرعون بعد خروج العبرانيين وطاردهم بجيشهِ. وعندما رآهم يمشون في أعماق البحر، صرخ قائلاً إنَّ الوقت قد حان لقتلِهم جميعاً. ولكنَّ الربَّ الذي يتقدَّم شعبه، قد انتقل إلى الخلف، وعندما وطأ آخر عبراني على الجانب الآخر من البحر، أمرَ المياه أن ترجع وتقتل الأعداء.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز