رسالة اليوم

15/02/2025 - جرأةُ رسولِ الله

-

-

وَقَالَ مُوسَى: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِنِّي نَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ أَخْرُجُ فِي وَسَطِ مِصْرَ (خروج4:11)


يحتاج خدّام الله إلى الجرأة حتى يُعلنوا الرِّسالة الإلهيّة. قال موسى أنه في منتصف اللّيل سيخرج الربُّ في وسط الشَّعب المِصري ليقوم بعمله المُرعب. سيموت كلُّ بكرٍ في مِصرَ، بدءًا من ابن فرعون الجالس معه على العرش، وحتى أكثر المِصريين تواضعًا، وكذلك الحيوانات أيضاً. كان العديد منهم متزوجين مسبقاً ولديهم أطفال، ولكن بما أنّهم أبكارٌ في أسَرِهم، فإنّهم سيموتون أيضًا. الرَّحمة

سيكون الصُّراخ عظيمًا في أرض مِصر بسبب موتِ البكر في كلِّ بيت. سوف تكابدُ جميعُ العائلات هذا في تلك الليلة حصراً. يُذكِّر هذا الحدث باليوم العظيم، عندما يعودُ يسوع إلى الأرض، حيث يُرسل الذين لم يولدوا ثانية - والبعيدين عن الشَّركة مع الله - إلى الهلاك الأبدي، ولن يخرجوا أبدًا. احذر لئلّا تضلّ!

لن يكون هناك حزنٌ، بل فرحٌ فقط في بيوتِ العبرانيين. سيترك بنو إسرائيل العبودية ويخرجوا إلى الحرّية، نحو الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً. وذاتُ الشَّيء سيحدث في مجيء الربّ الثاني. سيدخل المخلَّصون إلى الملكوت المعَدّ لهم منذ تأسيس العالم، وأولئك الذين لا يقبلون الخلاص المُعطى لهم سيتم استبعادهم. استعدّ لأنّ هذا سيحدث بالتّأكيد.

قال موسى: وَلكِنْ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يُسَنِّنُ كَلْبٌ لِسَانَهُ إِلَيْهِمْ، لاَ إِلَى النَّاسِ وَلاَ إِلَى الْبَهَائِمِ. لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ. وكلّم بذلك فِرعون والذين قبله. كان على خادم الربّ أن يكون جريئاً، لأنَّ الشّيطان جرّبه بالتأكيد لاحترام حضور الملك. لكنَّه احترم حضور الملك الحقيقي الذي كان معه. لا تقلِّل أبدًا من احترام الواحِد الحقّ.

سمِعَ فِرعون ما كان يحاول دائمًا تجنُّب الاستماع إليه. وقال موسى: فَيَنْزِلُ إِلَيَّ جَمِيعُ عَبِيدِكَ هؤُلاَءِ، وَيَسْجُدُونَ لِي قَائِلِينَ: اخْرُجْ أَنْتَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي أَثَرِكَ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَخْرُجُ» (ع8). ثم خرج من لدن فرعون بغضبٍ عظيمٍ. تمَّ تسليم الرِّسالة ولم يكن هناك شيءٌ آخر للقيام به. وبالمثل في يومٍ من الأيام، سيقوم شخصٌ ما في جزء ما من العالم بإلقاء العظة الأخيرة، وسيقدّمُ الدَّعوة الأخيرة للخلاص وستأتي النهاية.

قالَ العليُّ لموسى أنَّ الملكَ لن يسمعَ لكي تكثر عجائبه في تلك الأمّة. وكان ذلك اليوم الأكثر مجدًا بالنّسبة لنسل إبراهيم، إذ سيتم إطلاقُ سراحِهم. يدعوك الربُّ لتكون جزءًا من الشَّعب المقدَّس كي تسكنَ معه إلى الأبد. هل تقبل هذه الدّعوة أم ستؤجل قرارك؟ احذر! اقبل الربّ الآن!

رغم أنَّ موسى فعلَ كلَّ العجائب التي أمرَ بها الله أمام فِرعون، إلَّا أنَّ الملك ببساطة لم يؤمن. هناك العديد من القرّاء الذين لم يؤمنوا حقًا بالربّ. أولئك الذين يخدعون أنفسهم يستحقّون العذاب الأبدي الذي سيواجهونَ حتماً.

 

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز