رسالة اليوم

16/02/2025 - هذا هو فصحُ الربّ

-

-

 

وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. (خروج11:12)


إنَّ مراعاة التفاصيل التي حدَّدها الربُّ هي علامة الطّاعة والخضوع والحِكمة والاحترام. وبما أنه كامل، فلن يخبرنا بشيء ليس هو الحق أبدًا أو الأفضل لحياتنا. يجب أن يكون فصحُ الربّ هو آخر شيء نفعله قبل أن نخرجَ مطيعين لله العليّ. تمامًا مثل بني إسرائيل، يجب أن نشارك فيه مرتدين ملابِسنا ومستعدّين لوضعِ أقدامنا على الطّريق.

إنَّ هذا يوضِّح مدى جدّية أعمال الله. ويجب علينا ألّا نبدأ العَمل دون الاستعداد الأساسي والضَّروري. إذا أردنا أن نصلّي طالبين البركة، علينا أن نفعل ذلك بإيمانٍ وتصميم، متوقّعين النَّتيجة الموعودة في الكلمة. وبعد أن نصرخَ، يجب أن نؤمن أنه قد تمّ الردُّ علينا. الآن أثناء الصلاة، ندعو ربَّ الكون الوحيد، لذلك علينا أن نفكر في العمل الذي تمّ إنجازه بالفِعل منذ البداية.

يجب أن نلبس الحِزام على منطقة الخاصرة، مثل شخص يخرج في رحلة طويلة. يعلّمنا الرَّسول بطرس قائلاً: مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أولئك الذين يفعلون ذلك، يدخلون المعركة بكلّ قدرة على الفوز في المعركة. قبل أن تصلي، اتَّزر بالقوة والمَسحة. فقط أولئك الذين استعدّوا جيدًا سيخرجون منتصرين.

وأيضاً كان لا بدَّ من ارتداء الأحذية في الأرجل استعداداً لتناول فصح الربّ. قال بولسُ: وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. (أفسس 15:6). وهذا يعني أن نبني على خبرات إخوتنا حسبَ الكتاب المقدَّس والوحي المُعلن. إنَّ التّجارب التي مرّوا بها والآلام التي شعروا بها والدُّروس المستفادة يجب أن تكون بمثابة تدريبٍ لقراراتنا.

كان الهدفُ من العصا هو الحماية، من أجل مقاومة بعض الحيوانات البرّية التي تظهر في الطريق. كان عليهم أن يمسكوها في أيديهم عندما يأكلون الفِصح. وهذا يعلّمنا ألّا نخرج أبدًا لفعل أيّ شيء دون عصا القوَّة – الكلمة المُعلنة. على الرُّغم من أنّنا نتغذى على مائدة الربّ، إلَّا أنَّ العدوَّ يمكن أن ينهض بتهديداته، فعلينا أن نكونَ مسلَّحين بهذا السِّلاح الدفاعي، لنكون قادرين على توبيخه وهزيمتهِ.

يجب علينا أن نأكل الغذاء الرُّوحي بسرعة ونلبس ملابس الخروج من السّبي، حتى يدخل سريعًا إلى أرواحنا ويولِّد القوَّة اللَّازمة. أولئك الذين يستغرقون وقتًا طويلاً في التمسُّك بما يعطيهم إيّاه الله قد يندهشون من السُّرعة التي يُغريهم بها العدوُّ. بعضُ الناس، يتلوَّثون بالسُّم الجهنمي لأنَّهم بطيؤون في هذا الأمر، مع أنّهم على مائدة العليّ.

إنَّ فصحَ القدير ليس شيئًا عقلانيًا- يجب على العقل أن يحسِبه لكي يفهمه. إنه الغذاء الحقيقي والنِّهائي المقدَّم لنا قبل خروجنا من المرض أو التّجربة. رحيلنا يجب أن يكون نحو النَّصر. هللويا


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز