-
-
وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ
وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي
تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» (تكوين26:1)
يجب أن ننتبه إلى العمل الذي قام به الثّالوث الأقدس. عندما كان على وشك
إكمالِ مشروع الخلق، تحدَّثَ الله الآب إلى أكثر من شخص أن يصنع الإنسان
على صورته. ومن المؤكد أنه كان يتحدّث إلى الابن والرُّوح القدس. ثمَّ قاموا
بالعمل وخلقوا الإنسان من تراب الأرض، إذ نفخ في أنفه نسمة حياة، وحلّتْ فيه
روحُ الحياة ولن تتوقف عن الوجود مرَّة أخرى.
لم يُخلقْ الإنسانَ على صورة الله فحَسب، بل على شبههِ أيضًا. وهذا يدلُّ على أنه
تحتَ التّوجيه الإلهي، يمكن للإنسان أن يفعل ذات الأشياء التي يستطيع الربُّ أن
يفعلها. لكنَّ سقوط آدم سبَّب لنا خسارة كبيرة، لأنّه فصلنا عن الله ووضعنا تحت
قيادة الشَّيطان. لكن لو بقي آدم وحواء في الجنّة، ولو لم يوضع ملاكٌ ليمنعهما
من الأكل من شجرة الحياة، لكان من الممكن أن ننفصلَ عن العليّ إلى الأبد.
كانت الخطة الأصليّة هي أن يسيطر الإنسان على سمك البحر. والآن، الماء
يرمز إلى الكلمة؛ وعندما نتحدث عن ذلك، يمكننا أن نفهم أنّ ذاك يرمزُ إلى
الكائنات التي تعمل في ملكوت الله لتنفيذ إرادته. سيكون الإنسان كشريكٍ لله
العليّ، تمامًا مثل يسوع الذي تكلّمَ وفعل ما قاله الآبُ له. لكنّ آدمَ جلب العصيان
وقوى الشَّر إلى وسطنا، ولكن بعمل الجلجثة أبطلَ هذا العملُ الشّرير (يوحنا
31:12)
كان على الإنسان أن يسيطر على طيور السّماء. في مثل الزّارع، شبّه يسوعُ
الطيور التي تأكل البذور المتساقطة على جانب الطريق بالشَّياطين. بمعنى آخر،
أعلن أنَّ هؤلاء الأشخاص البعيدين عن الطريق سرعان ما يفقدون الإعلانات
التي تلقوها من الربّ لأنَّ الشَّيطان "يأكل" ما لم يدخل قلوبهم. وهذا يحدث
لأولئك الذين ليسوا في المسيح. لقد حان الوقتُ لخلاص الناس الذين هم تحت نير
الظلام.
نفهمُ أنّ الإنسانَ سيمتلكُ القدرة على الكائنات المجهرية وعلى كلّ شيءٍ حيٍّ
يتحرك على الأرض، ممَّا يسبّب لها ضررًا كبيرًا بمجرد اقترابها من الإنسان.
ووراء كلّ تجربة يوجد روحٌ شرّير سواء في النفس أو الجَسد أو الرُّوح. سيكون
لدينا القدرة على مقاومة قوى الشَّر وإبعادها عن حياتنا. لقد حان الوقت لإصلاح
الخسارة الكبيرة التي عانينا منها والعودة إلى كوننا حلم الله.
فقدنا الامتيازات التي مُنحَت لنا تمامًا في الخطية التي ارتكبها آدم، وفي العمل
الذي قام به المسيحُ استردّينا كلَّ الامتيازات. وهكذا لنا السُّلطان على مملكة
الجحيم. ففي النهاية، حيث كثًرتْ الخطية، ازدادت النعمة أكثر جدًا (رومية 5:
20). اليوم، أولئك الذين يقبلون يسوع يستعيدون المكانة التي كانوا عليها كما
خطّط لها الله في بدء الخليقة. لقد سيطرنا سابقاً، والآن عدنا للسَّيطرة. ومع ذلك،
يمكننا أن نكون متأكدين من شيءٍ واحد: دون يسوع لا نستطيع أن نفعل شيئًا
(يوحنا 15: 5).
لا تدع الشّيطان يستعبدك. قُمْ باسم يسوع وأمر كلّ الشَّر الذي يربطك ويحاول
تدميرك بالمغادرة على الفور. ثم آمِنْ أنَّ العمل قد تمَّ. يتمجَّد الله في كلّ مرة تتبوّأ
فيها مقامك في المَسيح (يوحنا 14: 13).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز