رسالة اليوم

19/02/2025 - يومُ سرورِ الربّ

-

-

وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا. (تكوين31:1)

بدأ حلمُ الله يتحقّق من العدَم. لقد فعلَ كلَّ ما خطّط له قلبُه. وكانت خلايا كلّ نباتٍ وحيوان وإنسان نتيجة عمل فنانٍ ماهرٍ، قام بتجميعها معًا وتحديد كيفيّة عملِها. خلقَ الكلَّ كاملاً في أصغر التفاصيل. وهكذا في النّهاية، عندما أجرى فحص مراقبة الجودة، كان القديرُ مسروراً.

كلُّ شيء فعله يسوعُ الكلمة، ولهذا فهو مؤهل لتقويمِ أيّ خطأ، من شفاء العواطف، أو أمراض الجسَد، أو شرور النّفس. إنَّ عدم الرجوع إلى الكلمة، الذي هوَ الربُّ يسوع نفسه، هو خطأ كامل. فالّذي خلق كلّ الأشياء وما زال يمنحها التكاثر، حسبَ كلَّ نوع، قادرٌ على إصلاح ما هو ضروريّ.

يتكوَّن ما هو نافعٌ للإنسان عند كلّ كلمة يعلنها الله – عملُ يديه – والتي تشكلت فيما بعد. في اليوم الأوَّل خلقَ النور. وفي اليوم الثاني قال: ليكن جلَد في وسط المياه. وفي اليوم الثالث قال الله: لتجتمع المياه تحت السَّماء إلى مكان واحد، ولتظهر اليابسة. وفي اليوم الرابع خلقَ الشَّمس والنور والبدايات. وفي اليوم الخامس الطيور والأسماك، وفي اليوم السّادس الحيوانات.

دعا الله الأقانيم الأخرى المساوية له من أجل خلق الإنسان عندما تهيّأت البيئة بأكملها ليعيشَ فيها. يبدو أنَّ مشروع الشخص الذي سيكون على صورتهِ ومثالهِ كان معقدًا بعض الشّيء، حيث أنَّ أقانيم الثالوث عملوا معاً ووضعوا أيديهم على التراب وخلقوا كائنًا مثلهم تمامًا. وسنعرف في الأبدية بالتفصيل ما الذي دفع العليُّ إلى رسمِ خليقتنا نحنُ البشر.

بعد أن خلقَ اللهُ الإنسان، باركهُ وأمره أن ينمو ويتكاثر. من السَّهل أن نفهم أنه أراد أن تمتلئ الأرض بآخرين مثله. وسنعرف أيضًا في السّماء لماذا قرَّر الله أن يخلق الإنسان؛ وسوف نصبح على دراية بأشياء أكثر، وسنعرفه كما يعرفنا. نعم، لقد خسرنا الكثير عندما سقط آدم، ولكن من خلال فداء المَسيح على الجُلجثة، نُدعى الآن أبناء الله وورثة له.

عندما أكملَ الله العمل، نظر إليه فوجده حسنٌ، بما في ذلك الإنسان. فمن المستحيل القول أنّ شيئاً ما خرج ضعيفاً أو فيهِ نقصٌ. ولم تأتِ العيوب إلّا بعد الخطية، عندما دخلَ المهلك إلى العالم.
والجميلُ في الأمر أنَّ الله سُرَّ في كلّ ما فعله. اليوم، عندما يدعونا إلى ملكوته، ويغفر لنا خطايانا ويعطينا ولادة جديدة، نُخلق من جديد في المسيح، يريد العليُّ أن يُشبع قلبهُ في الخليقة الجديدة. أخضع له ذاتك بالكامل وسوف ترى أنه دعاك لتشترك في مجده وقوّتهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز