رسالة اليوم

20/02/2025 - الخطية تسبّب الانفصال

-

-

أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ. (أفسس12:2)

فقدَ الإنسانُ قدرته على العيش بإنصافٍ بسببِ السُّقوط – أي معاملة جميع الناس بالعدل – وصار شريرًا في أفعاله. فمهما اجتهد الإنسان في سعيه لفعل الخير دون الميلاد الجديد وفهم الكلمة، فإنّ أعظم أعمالِ برّه هي كخِرقٍ بالية. وإثم أفعاله يبعده عن الربّ، وخطاياه تسترُ أذني الله فلا يستمع إلى صلواتهِ.

تبقى حياةُ الذين ضلّوا حزينة للغاية حتى اللّحظة التي يفهمون فيها الإنجيل ويقبلون يسوع كمخلّص. إنَّ حياتهم دون المَسيح هي أيامٌ مظلمة، وجهودهم لإيجاد السلام والسعادة تجعلهم يشعرون بالبؤس والمعاناة. لا يمكنهم أن يعيشوا أحرارًا من الأفعال الشَّريرة لملكِ الظّلام. إنَّ التحوُّل الحقيقي من خلال التوبة الكاملة والحقيقية هو الطريق الوحيد للتخلُّص من سلطان الشّرير.

من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الذين قبِلوا يسوع وظلّوا ثابتين في الإيمان، وعاملين بالكلمة، ينجحون فيما يفعلونه. ومن الواضح أنه يجب علينا أن نبقى متيقّظين مصلّين حتى لا نقع في التّجارب. يعودُ العديدُ من خدّام العلي إلى العالم، ويقعون مرَّة أخرى في براثن الشَّيطان. فالمؤمن الذي لا يسهر، بلا شك، سيعود إلى قفصِ الشَّيطان. لكنَّ الذين يسيرون مع يسوع يفوزون دائمًا.

لقد أصبح المخلّصون أعضاءً في جسد المسيح ولم يعودوا منفصلين عن قوَّة الله طالما أنهم ينفذون وصايا السَّيد. لا ينبغي لأحدٍ أن يتجاهل المحظورات الكتابية، لأنه إذا فعلَ ذلك، فسوف يرى أنهُ قد انفصلَ عن العليّ واحتقر كلّ وعوده. أولئك الذين يتركون الطريق يعيشون حياة تهيمن عليها الشَّياطين، التي جرّبتهم وهزمتهم.

نحن لسنا غرباء عن عهد الربّ الذي قطعه مع الإنسان بدم الخروف، وسنملك الميراث الذي وعدَ به إبراهيم وكذلك الوعود الموجودة في الكتاب المقدَّس. لقد أعاد لنا الميلاد الجديد وأعطانا الحقَّ في السَّير مع الآب لأنَّ المسيحَ حوَّلنا إلى أبنائه؛ وهكذا نخلص من أعمال الأشرار. الشَّخص الذي يؤمن بيسوع حقًا يعيش منتصرًا، ولكنَّ الذين لا يؤمنون يعانون فقط.

الحقيقة الهامّة هي أنه ليس لنا رجاءٌ لتحقيق خطته فقط، ولكننا نؤمن أيضًا أنَّ كلَّ ما تعلنه الكلمة هو ملكٌ لنا. إنَّ العيش في القداسة ليس وصيّة ظالمة، بل اختبارٌ مبارك لأنَّنا نتحرّر من أرواح الشَّهوة ونكتشف حقًا ما يعنيه أن نحبَّ قريبنا ونحترم عهود الزَّواج. ما أجمل أن نسير مع الربّ لأنَّنا نعيش بلا دينونةٍ.

والآن، لدينا العليّ بجانبنا أينما ذهبنا، وبالتالي لن يصيبنا أيُّ شرٍّ. كخدامه، لدينا الحلَّ للشُّرور التي تحاربنا وتقيّد الآخرين. وبينما لا يزال هناك وقتٌ، يجب علينا أن نفعل الخير لجميع الناس، ونعطي مثالاً على معنى خدمة الآب السَّماوي. لا تتورط أبدًا في الخطية، لأنك صرت ملكًا وكاهنًا لله (رؤيا 5: 10).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز