-
-
فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. (لوقا30:16)
كان الرَّجلُ الغنيُّ في المَثل الذي رواه يسوعُ رجلاً ناجحًا في العالم العلماني، لكنَّه لم يبذل جهده ليكون حكيمًا للربّ أيضًا. هذا هو التّهديد الكبير الذي يطارد شعبَ الله: الرّغبة في أن يكون غنيًا. يجب أن نتذكَّر أنَّ محبَّة المالِ هي أصلٌ لكلّ الشُّرور (1 تيموثاوس 6: 10). أولئك الذين يريدون تحسين علاقتهم مع الآب السَّماوي يجب أن يعرفوا الإرادة الإلهيَّة ويعملوا بها. اسعَ إلى تحقيق ذاتك في الإيمان بيسوع ولن تشعرَ بالاضطرابِ أبدًا.
إحدى علامات ضياع الإنسان هي الطريقة "المنتصرة" التي يتعامل بها مع أمور هذه الحياة، كأن يزدهر دون معونة الربّ، يمتلك أو يجد تفسيرات لتصرّفاته. عندما يتم التصفيق للمسيحي باعتباره فائزًا من قبل الآخرين، وخاصة أولئك الذين من العالم، فإنَّ هذا يدلُّ على أنَّ شركتهم مع الله ضعيفة تمامًا. اجتهِدوا ألّا تضلّوا في غرور الغنى وهموم هذا العالم وشهوة سائر الأشياءِ (مرقس 4: 19).
كان سكانُ كنعان، قبل أن يسيطرَ إسرائيلُ على تلك الأرض، ناجحين في أمور العالم، لكنَّهم كانوا خطاة جداً أمام العليّ، ولهذا طُرِدوا من تلك الأرض. لا حرج في أن تكون مزدهراً في حياتك المادية، أو حياتك الفكرية، ما دامت هذه الأمور ليست غاية قلبك. إنَّ تنفيذ إرادة الخالق أفضل بمليون مرَّة من أيِّ نجاحٍ بشري. قُم بهذا الاختيار.
انظر مثال سدوم والمدن المحيطة بها. لقد حقّقوا تقدمًا كبيرًا، لكن كثرة الخبز جعلت سكانها ينسون الله ويرتكبون خطايا قذرة مقززة. لماذا تفعل ما يدينه الربُّ؟ في حالة سدوم، عندما جاءت دينونة الله على تلك المدينة، أهلك سكانها وثرواتهم بنار وكبريت من السَّماء (تكوين 19: 24). احذر لئلّا تضلّ.
الرّجل الغنيّ الذي ذكره السّيد كان يعرف الأسفار المقدّسة، لكنّه لم يفهم ما تعنيه. لذلك كانت لديه الجرأة ليعلّم إبراهيم الطريقة الصَّحيحة لإنقاذ إخوته- حسَب رأيه-. إذا أردتَ أن تنجح في علاقتك مع القدير، فاخضع للكتاب المقدّس وارفض ما يقوله قلبك لك (إرميا 17: 9)؛ وهكذا ترى مجد الربّ في تعاليمه. أنت مسؤول عن قراراتك.
لاحظ الوعّاظ الذين يقسمون أو ينشئون كنائسهم الخاصّة. لقد تمرّدوا بعدم الاستماع إلى القديرِ والبحث عن مصالحهم الخاصّة. كيف سيقفون أمام ربّ الكنيسة في اليوم الأخير؟ فهل سيقبل العليمُ أعذارهم أم سيقنعونه بأنَّ خطتهم أفضل من الخطة السَّماوية؟ الرّحمة! من يتبع متمرّداً أو يساعده سيكون مسؤولاً عن خطأه وسيدفع ثمن ذات الخطأ (لاويين 5: 1)
لم ينزعج لعازر ممّا قاله الله له، بل طلبَ خلاص العليّ فتعزى. هذا هو وقتك للاستعداد للأبدية! لا تستسلم للخطية أو الجشع أو للأخطاء الأخرى؛ ففي النِّهاية، إذا أطعتَ حتى النِّهاية، سوف تطوَّب بالسَّعادة الأبدية – إكليل الحياة (رؤيا 2: 10). الأمر يستحق ذلك! يمكنك أن تكون سعيدًا طولَ الأبدية.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز