-
-
وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ، (أعمال الرُّسل16:26)
لم يَجذبنا اللهُ أو ينقلنا إلى ملكوته بالصُّدفة، ولكن كجزءٍ من خطة فداء البشرية التي خلقها. ولكي يصبحَ هذا الغفران واقعًا، يجب علينا الابتعاد عن التديُّن الذي يقيّدُ الكثيرين ممَّن يستسلِمون له، لذا علينا أن نفعلَ ما يرضي الربُّ أكثر: العيشُ حسَب كلمته. هذا هو مفتاحُ نجاح أيّ شخص في جميع المَساعي. يجب على المرء أن يتحرَّر من الأفكار البشرية ويتبع توجيهات الله فقط.
منذ أن بدأ الله في دعوة الناس لتحقيق قصدهِ، مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، أعلنَ أنه القادر على كلِّ شيء. وهذا يعني أنه علينا أن نعيش ونتصرَّفَ كرسلٍ له، بلا خوف ولا ترّد أمام تهديدات البشر أو الشَّياطين. الآن، من يعمل من أجل كائنٍ أسمى كلّي القدرة، يستطيعُ أن يقول ويفعل كلَّ ما يأمر به، وإلَّا فإنه سيعاني بسبب عصيانهِ.
إنَّ النِّضال من أجل خلاص الإنسان يتضمن أكثر بكثير من مجرّد عظة مقنعة، حيث يجيب المُستمع برفع يدِه حتى يدخل الربُّ وينقذ حياته. في كلّ مرَّة نذكر فيها الله أو نتحدَّث عنه، يجب أن نفعل ذلك بشكل إيجابي وحقيقي، بمحبةٍ في كلماتنا وتعبيراتنا دائمًا (كولوسي4: 56). أمّا عند مواجهة هجوم العدوّ، فيجب أن نعبِّر عن سلطانِنا في المَسيح، بوقف وتدمير أعمال الشّر.
لقد دُعي بولسُ ليكون خادمًا وشاهداً لمشروع الله العظيم لأجلِ البشرية. هذه الدّعوة تلقي بثقلها الآن على شعب الله كلّه، سواء أرادوا ذلك أم لا. ليس الجميع مدعوّين لخدمة الكنيسة، ولكن بلا شك الجميع مدعوون للشَّهادة للعهد الجديد. بغضِّ النَّظر عن مهنتك أو وظيفتك، سواءً كانت في مجالٍ علماني أو لا، كونك شخصًا مخلَّصًا فأنت خادمٌ وشاهدٌ ليسوع.
نحن مدعوّون إلى حربٍ معلنة ضدَّ قوى الشَّر حيث الخلاص الوحيد هو القتال ضدَّ رئاسات وسلطات هذا الدّهر وأجناد الشَّر الرُّوحية في السَّماويات (أفسس 6: 12). ولا يمكن إعفاء أيّ شخصٍ مخلَّص من هذا الالتزام. أولئك الذين هم غير مستعدين وغير راغبين في تنفيذ هذا الأمر سوف يكتشفون أنَّ هذا يمنع قبول صلواتهم والاستجابة عليها.
لا يوجد مكان للجبناء الذين يخشون تهديدات مملكة الظلام في هذه المعركة. لأنّنا أُعطِينا السُّلطان عندما خلُصنا أن نستخدم اسم يسوع (مرقس 16: 18). لقد وبَّخ الله سبط أفرايم، لأنّهم تراجعوا في اللحظة الحاسمة على الرُّغم من أنهم كانوا مسلّحين للمعركة، (مزمور 78: 9). لا تشكَّ أبدًا فيما يقوله الكتاب المقدَّس عنك، وعندما تتاح لك الفرصة لاستخدام سلطانك في اسم يسوع، أكرِم الله القدير.
لا يُمكن أن يكون لدينا خطايا لا نعترف بها للذين نسيء إليهم أو لله. احذر! سيغمرك الشّيطان بالخجل وغيره من الأسباب حتى لا تعترف للذي أسأت إليه، وبالتالي يقودك إلى الدّينونة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز