رسالة اليوم

24/02/2025 - أُرسِل ليُبارك

-

-

إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ (العدد20:23)

إنَّ إطاعة أوامر السّيد هو أمرٌ هامٌ للغاية. ومن يختار أن يتجاهل هذا سيرى في النِّهاية أنه لم يُغلق آذانه أمام الله فحَسبْ، بل أُغلِقتْ آذانُ الربّ أيضًا أمامَه. وعندما تدعو الحاجة إلى الصَّلاة، فإنهم يصلّون، ولكن صلواتهم لا تتجاوز سقف المكان الذي يصلّونَ فيه. لا يمكن للمرء أن يتجاهل الربَّ ويظلَّ مباركًا. اعلموا هذا: كلُّ ما يزرعه الإنسانُ إيّاه يحصد أيضاً (غلاطية 6: 7)
أطاعَ إبراهيمُ الله ونالَ بركة عظيمة. يجب أن يكون هذا هو موقفُ أيّ شخص وكلّ إنسانٍ، فلا أحدَ يعرفُ ما هي التّجارب التي يمرُّ بها، وبغضِّ النظر عن الجهود المبذولة، فإنَّ كلَّ شيءٍ سيكون عديم الفائدة. من الأفضل أن تكون حكيمًا وخائفًا الله، وأن تلتفتَ دائمًا إلى الله القدير. نحن مسؤولون عن طاعة وصايا الربّ منذ أن سمعنا الإنجيل لأوّل مرَّة. كُنْ حذراً جداً.
أعلنَ يسوعُ أنّنا سننالُ القوّة عندما يحلُّ الرُّوح القدس علينا ونكون شهودًا له (أعمال الرُّسل 1: 8). لذا، عند الكرازة بالإنجيل، يجب علينا أن نُخرج الشّياطين باسمه، وإذا وضعنا أيدينا على المرضى فسوف يُشفون. لم يطلب منّا المخلِّص أبدًا أن نلعنَ أحدًا؛ على العكس من ذلك، عندما أراد التلاميذ أن يصلوا كي تنزلَ ناراً من السَّماء لتأكل السَّامريين، حذّرهم ونصَحهم بعدم القيام بذلك (لوقا 54:9-56).
أدركَ بلعام أنَّ بركة الله ستحلُّ على إسرائيل. فلا فائدة من أن يلعنَ أحدٌ الشّعبَ المقدَّس كما أراد بالاق. ولو كان هناك طريقة لفعل ذلك، لأنَّ ملك الموآبيين كان حريصًا على دفع ثمنٍ لقاءَ هذه الخدمة. لكنَّ بلعام نطق بالحقيقة، ولكن لأنه كان مرتدًّا، فقد اقترح على الملك أن يستخدم بنات موآب لإفساد بني إسرائيل (رؤيا 2: 14)، ممَّا تسبَّبَ في معاناةٍ شديدةٍ للنّبيّ.
لقد قرَّرَ الله أن يبارك ميراث يعقوب ونسله، ولم يكن هناك سبيلٌ لتوجيه اللّعنة إليهم. لا ينبغي لأيّ مسيحيّ أن يخافَ من أيّ تهديدٍ أبداً. من ساحرٍ أو عرّافٍ ينطقُ باللعنة باستمرار. ولا شيء من هذا له أيّ تأثير ضدَّ أبناء الله. قد يصرُّ الشَّيطان، لكن سهامه المشتعلة لا تستطيع أن تخترق الدّرع، جدار الحماية الذي يسوّر المنتمين إلى ملكوت الله.
أدركَ بلعام أنه لا يستطيع أن يلعنَ ما باركه الله مسبقاً. وعلى كلِّ الذين يخلصون أن يَعوا ذلك. آمِنْ بهذا الوعد: نحنُ غادرنا مملكة الظلمة مرَّةً واحدة ونحن الآن في الملكوت الذي لا يُخترق. ما لم نعطي العدوَّ سببًا عند الوقوع في التّجربة، فلن تزورنا قوى الجحيم أبدًا. في الحقيقة، إنَّ الذين لهم البركة السَّماوية على حياتهم لن يتأثروا أبدًا بأيٍّ من أعمال الظلمة. الشّكرُ لله.
يجب أن نعيش بثقةٍ في وعود الله وألّا نذعنُ أو ننحني أبدًا لأيّ لعنة. المفتاح هو ألّا نتوقف أبدًا عن الإيمان واستخدام ما أعطانا الله إيّاه. حتى لو جاء العدوُّ علينا كسَيلٍ جارفٍ، فإنَّ الرّوح القدس سينهض عليه وهو يحملُ الراية – الربُّ إلى جانبنا في المعركة! هللويا

محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز