-
-
اَللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ الرِّئْمِ. (العدد22:23)
الخبرُ السَّار هو أنَّ الله أخرجَنا من مملكة الظُّلمة ونقَلنا إلى ملكوت النُّور (1بطرس 2: 9). بالنِّسبة لجميع الذين تجدَّدوا، حدث تحوُّل عظيم في المجالات الروحيَّة، فمنذ اللّحظة التي قبِل فيها المتحوِّلون يسوع كمخلِّص، فقدَ الشَّيطان الحقَّ في الوصول إلى ذلك الشَّخص أو لمسَه. منذ ذلك الحين، يجب على المؤمن الجديد أن يتعلّم ويتتلمذَ في الحقّ حتى لا يسمح لنفسهِ أبدًا بالتأثّر بظلمِ العدوّ، وبالتالي يتصرَّف كابنٍ للنُّور فقط.
لا يستطيع الشّيطان أن يتّهم شخصًا واحدًا مخلّصًا كي يضطهده بسبب خطيئة ارتكبها سابقًا. كونه مولودًا من جديد الآن، فإنّ هذا الشَّخص لا يدين بأيّ شيءٍ للشَّيطان. الخلاصُ هو عملٌ كاملٌ يقوم به وينفِّذه المخلِّصُ، ومعه لا يبقى شيءٌ. حتى لو كان الشَّيطان قد استخدم هذا الشَّخص كثيرًا، الآن في المسيح يبدو الأمر كما لو أنّ هذا الشَّخص لم يخطئ أبدًا. المُخلَّصون أحرارٌ من الشَّر إلى الأبد.
إنَّ المخلّصين يتبرَّرون من أخطائهم، ولهذا لا يخجل الربُّ أن يدعوَهم له. لقد أصبح هذا الشَّخصُ بريئًا ولا يتذكّر الله أيَّ خطيئة ارتكبها هذا الشَّخص على الإطلاق. ولكن إذا لم يثبتْ الشّخص في إيمانه بيسوع المسيح، فقد يُدان إلى الأبد. إنّ العقيدة التي تقول: بمجرَّد أن يخلص الإنسانُ، فإنّه يخلص إلى الأبد، بغضِّ النَّظر عن الأخطاء التي ارتكبَها، هي عقيدة خاطئة تمامًا.
زيفٌ آخر هو المبالغة في مطالب بعض الوعّاظ الذين يرفضون تعميد المؤمنين الجُدد، ويطالبون بفترة من الوقت للتحقق أو التأكد ممَّا إذا كان المتجدِّد قد نال الخلاصَ حقًا. وهذا ليس له أساسٌ في الكتاب المقدَّس. فعندما وُضِع في ملكوت الله، لا توجد دينونة على المؤمن لأنه تطهر بدم المَسيح وبغُسل الكلمة (رومية 8: 1). بقبول يسوع المسيح كربٍّ ومخلِّصٍ، يتحرَّر المؤمن من خطايا الماضي.
الحقيقة الهامّة جدًا هي أنه عند حصولك على الخلاص، فإنّ نقاط قوّتك استثنائية في المسيح: تصبح جزءًا من جسدهِ وبالتالي مشاركًا في كلِّ القوَّة المُعطاة لك. ونتيجة لذلك، يمكنك الدخول في معارك روحية، مثل قتال ثورٍ برّي ضد حيوانات أخرى وتكون منتصرًا. يعرفُ الجحيم ذلك وعندما يغريك الشَّيطان يتوقع ردّة فعل قويّة، لكنّ هذا لا يحدث، الشّيطان يجرّبك.
تنتهي العبودية لمن قبِلَ يسوع وحرّية المؤمن هي حقيقية ومكفولة بالتأكيد من قبل ابن الله. فلماذا تطلب البركة وتخاف من هجوم العدوّ إن كنت الآن خليقة جديدة في الربّ؟ لا تنخدع أو تخاف من مواجهة أكاذيب الشَّيطان، لأنَّ الله قد اتّخذك كابنٍ له وبالتأكيد لن يطردكَ خارجًا. الآن لديك قوَّة اسم يسوع لتفعل الخيرَ لنفسك وللآخرين. هللويا
اقبل هويَّتك الجديدة في المَسيح، التي أُعطيتْ لك لحظة خلاصك. آمِنْ بأنك قد مُنحتَ السُّلطان في ملكوت الله، ولست بحاجة إلى الانحناء أو الخضوع لمتطلبات مملكة الظلمة. تذكَّر أنّنا نحيا ونسلك بالإيمان لا بالعَيان؛ لذلك إذا كنت تواجه صعوبات أو عوائق، فاعترف بما يقوله العليّ في كلمته ولا تقُل أبدًا أنه تركك أو تخلَّى عنك. يمكنك أن تفعل كلّ شيء في المسيح الذي يقوّيك (فيلبي 4: 13) ويحفظك من كلّ شرٍّ! اذهبْ وكُنْ منتصراً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز