-
-
أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. (رسالة يعقوب5: 14-15)
يُمكننا أن نفهمَ أنه لا ينبغي أن يكونَ هناك أحدٌ مريضٌ في وسطِنا من خلال هذا النَّصِ من رسالة يعقوب، ولكنَّ الحالَ ليس هكذا. فبما أنَّ يسوعَ قد حملَ أمراضنا وشُفينا بجراحِه، لا يوجد سببٌ لعدم شفاء المسيحيّ؛ نحن لم نتعلّم ذلك، وهذا هو السَّبب وراء وجود العديد من المُخلّصين في مجتمعاتنا والّذين يُعانون من أمراضٍ مختلفةٍ.
تعلّمنا الكلمة أن ندعوَ شيوخ الكنيسة حتى يستعيدَ المرضى صحّتهم. فالله لا يريد لأبنائه أو بناتهِ أن يُعانوا من أيّ شرٍّ. ولكن بما أنَّنا لا نزال نَحبو في إيماننا المسيحي، فإنَّنا لا نعرف كيف نتصرَّف. من السَّهل أن نقولَ أيّ شيءٍ على المنبر، حتى أن نشيرَ إلى أخطاء الإخوة، ولكن لكي نعيدَ الصّحة للمَرضى علينا أن نسيرَ كما سارَ السَّيد ونفعل كما فعلَ.
نقرأ في الآية 14 - إضافة إلى ذلك، أنه يجب على الشُّيوخ أن يصلّوا من أجل شفاء الشّخصِ المريض. ويُمارسوا سلطانَهم على الشَّر الذي دخلَ حياته، مساعدين إيّاه بالصّلاة لأنّه لم يتمكَّن من النّجاح في الصّلاة بمفرده. عندما يمارسُ شخصٌ ما في شركة مع الله السُّلطة على شخصٍ آخر، فسيتم شفاءُ المريض من خلال إيمان الآخر. وهذه من أعظم التَّحديات التي تواجه الكنيسة.
يجب على المَريض أن يُمسَح بالزَّيت باسم يسوع حسبَ رسالة يعقوب. وهذه المُمارسة رمزية، تتعلّق بالعَمل الرُّوحي الذي يُمارس على الشّخص الذي تغلّبتْ عليهِ قوَّة شرّيرة. فعندما يأتي المَسحُ على المريض، يُكسَر الظّلم الذي يُثقل كاهلَ الإنسان ويؤذيه. يجب أن تتحسَّنَ صلواتُنا، إلى الحدّ الذي تعمل فيه كدواءٍ قويّ، يدمِّر الشَّر في الحال.
لا يُمكن الاستخفاف بصلاة الإيمان التي تشفي المَرضى، حسبَ قول الربّ. ومهما كانت المشكلة التي حلّتْ بأحدِ خراف الربّ؛ إذا صلّى الشيوخ حسبَ تعليمات الكتاب المقدَّس، فإنَّ هذا الشَّخص سوف يتحرّر. لكنَّ الذي يُصلّي من أجلِ شخصٍ آخر يجب أن يكون في حضرة الربّ، لأنّه إذا فشل في هذا المَسعى، سيكون مسؤولاً أمام الله. ممّا لا شكَّ فيه أنَّ يسوع لا يريد أن يحزنَ بسببِ جيلٍ آخر، غَيْرُ مُؤْمِنِ وَمُلْتَوِي (لوقا 9: 41).
سيقيمُ الربُّ كلَّ ساقطٍ باتباع الإجراء الصَّحيح، وهذا أمرٌ سهلٌ. يُمكن أن تكونَ أسبابُ السُّقوط مختلفة، إمّا التردّد في الإيمان أو الوقوع في الخطية، أو إصرار أكبر من الشَّيطان الذي يهاجم حياة هذا الشّخص. ولكن إذا كان العملُ والصَّلاة يتبعان الكلمة، فمن المؤكد أنَّ قوَّة الله ستدخل حيِّز التّنفيذ. لا يُمكن أن نترك أيَّ أخ يسقط، ولكن من يقرِّر الصَّلاة من أجلهِ، يجب أن يكون ثابتاً في شركتهِ مع الربّ.
يحدثُ الظّلم بسبب خطايا لم يُعترف بها في كثير من الأحيان؛ ولكن عندما تُرفع صلاةُ الإيمان حقًا، حتى الخطايا التي لم يُعترف بها تُغفر. آمين؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز