رسالة اليوم

01/03/2025 - لا تُبعِدوا الحقَّ والعدلَ

-

-

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا، وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُورًا فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ. (أشعياء9:59)

إنَّ بعضَ مواقفنا تبعدُ البرَّ عنّا – ذاك الذي يمكّننا من التصرُّف باستخدام الكلمة المُعلنة، عندما نطردُ المرضَ والخطايا وغيرها من المشاكل التي تسبِّب المعاناة وتسلبنا سلامَنا وتفصلنا عن الله المحبّ. البرُّ هو عملُ يسوع الذي تمَّ على الصّليب من أجلِنا، منتصرًا على كلّ شرّ حتى لا نعاني منه فيما بعد. إنَّ مهمّتنا هي أن نبقى متيقّظين وأن نحرصَ على ألّا يُنزع الحقّ والبرُّ منّا.

إنَّ الافتقار إلى المعلومات والمعرفة التي تمكّننا من تحقيق العدالة الإلهيّة يقودُ العديدَ من المَسيحيين إلى مشاكل أسوأ. لأنَّ الأمرَ متروكٌ لنا للإمساك بعمل يسوع الذي أُكمِل لصالِحنا. يجب علينا أن نراقب كلَّ ما أُعطي لنا، وعندما يصبح الاضطهاد أمرًا لا مفرَّ منه، نستخدمُ السّلطان باسم يسوع ونوبّخ أعمال الشّيطان، ونربط إبليسَ وكلَّ أجناده لطردِهم بعيداً وتحقيق النّجاة. وهكذا يكونُ البرُّ لنا.

يجب أن نرى ما ننتظره. للأسف لم يفهم الكثيرون هذه الحقيقة بعد: عندما نؤمن بيسوع، فإنَّنا نُنزع من إمبراطورية الظلمة ونُؤخذ إلى ملكوت الله حيث لا يستطيع العدوُّ أن يمسَّنا. فبدلاً من توقع المشاكل يجب علينا أن ننتظر النّور – الذي هو الكلمة المُعلنة. فينشأ الإيمان في قلوبنا، ونصبح أقوياء ونتمكَّن من ممارسة برّ الربّ ونتحرّر من الضِّيقاتِ.

ينقصك شيءٌ واحدٌ إذا كنت تنتمي إلى الله ولكنّك لا تزال مغلّفًا بالظّلمة: التفِتْ إلى الكتاب المقدَّس. فهو يضمنُ لك الأفضل، لأنه الغذاء الحقيقي والسَّليم، الذي أنتجَه العليُّ ليجعلنا أقوياءً ولا نفشل أبدًا. لا يستطيع الإنسانُ التّغلبَ حتى على أصغر العقباتِ دونَ قوّة خبز السَّماء. وبقوة الربّ ننتقل من حالةِ الخسارة إلى الرّبح في كل المجالاتِ.

كُنْ حازمًا وإيجابيًا، وانتظر حتى تشرق إعلانات الكلمة في قلبك في اللّحظة المناسبة. لا تبتعِد عن بيت الله. إذا قمتَ بذلك، فلن تكتشفْ إمكانات إيمانك التي ستأتي من الآب أثناء الخدمة مع الجماعة. لا يمكن للشّيطان أن يضطهدك إذا كان النّور الإلهي يشرق فيك ومن خلالِك. إنَّ العليَّ على حقّ عندما قرَّرَ هذا لحياتك. كُنْ منتصراً.

كلُّ من يتجاهل إعلانَ كلمة الله يسلك في الظلمة وسيكتشِف بعد فوات الأوان أنه قد سبَّبَ لنفسه ضررًا عظيمًا. أعلنَ يسوعُ أنَّ الذين يسيرون في الظلمة يعثرون؛ لذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يتجاهل نورَ الله لأنَّ فيه الحكمة ولا ضررَ بهِ أبداً. أنت الوحيد المسؤول عن اختيار الطريقة التي تعيش بها. عندما تقرِّر أن تعيشَ في النّور، لن تعرفَ أيَّ شرّ.

ليس من الحكمة أن نتجاهل عمل المَسيح لأجلِ البشرية، لأنه أفضل ما يمكن القيام به وفي نفس الوقت كاملٌ ومُرضٍ بكلّ معنى الكلمة. نجدُ الحلَّ والعلاج للمشاكل عندما نقبل الخلاص الذي حقّقه السَّيد. الآن، قرِّر وأعلنْ النهاية الأخيرة لكلّ الشُّرور.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز