رسالة اليوم

02/03/2025 - ملكوتُ الله يرفضُ البعضَ

-

-


أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي الْبَحْرِ، وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. (متى47:13)

إنّ الذين لا يهتمّون بأسلوب حياتهم، ولا يكرسّون أنفسهم للربّ ولا يقومون بالمهمّة الموكلة إليهم، سوف يحزنون ويندبون بشدّة عند عودة المَسيح. تماماً مثل شبكة الصَّياد التي تُلقى في البَحر، تجمع كلَّ أنواع السَّمك، لكنَّ الصَّياد يتخلَّص ممّا لا قيمة له؛ عندما يعود السَّيد، سيُرسل ملائكته لاختيار بعض النّاس ويرفضون آخرين. من الضَّروري أن ننمو في الإيمان ونطيع الإرادة الإلهيّة لئلّا يتمّ رفضُنا.

كما أنَّ الذين يصنعون عثراتٍ في ملكوت الله، يكونون كالعُصافة بين الزّرع الجيد، سيُفصلون ويُأكلون بالنّار. كما أنَّ الذين لا يُبالون ويقدّمون مثالاً سيّئاً في أسلوب حياتهم ويتعارض مع المبادئ الإلهية، يسيئون إلى كلمة الربّ. كذلك أيضاً، عند سؤال هذا الشّخص، يُعلن أنه يستطيع أن يعيش حياته بأيّ طريقة، مدّعياً أنه يحبّ الله وليس متعصِّبًا. هذا الشّخص لا يأبه كثيرًا بضعفِ إيمانهِ.

هناك كثيرون في هذا العالم يعيشون بمبدأ الغاية تبرِّر الوسيلة. لا يمكن قبول ذلك في حياة الإيمان، لذلك حتى نصلَ إلى نهايةٍ سعيدة يجب علينا أن نسير حسبَ وصايا الله، وإلّا لن نُقبَل كخدّام له. أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بأن تجذبهم أو تقودهم الأشياء الخاطئة ويتبعون التّعاليم الشِّريرة، لا يُرضون الربَّ حتماً.

يعرفُ الصَّيادون أنَّ الأسماك الجيّدة فقط هي التي يُمكن أن تُباعَ، ولهذا السَّبب يتخلَّصون من الأسماك السَّيئة. لقد أجرى يسوعُ هذه المقارنة ليبيِّن أنّنا إذا كنّا بلا قيمة فلن ندخلَ ملكوت السَّموات. القيمة هنا ليست تجارية بالطبع، ولكنها قيمة أعلى بكثير لأنّها تتعلّق بمحبَّة الربّ من كلّ القلبِ. سيتمُ التخلّص من كلّ الذين يتسبّبون بصُنع العثرات. لذلك اسعَ إلى تكريس نفسِك وأنت في الطريق، حتى لا تنخدع عندما يأتي السَّيد، ولا تتكبّد الخسارة الفادحة.

إذا لم تتخلّص من العُيوب والأخطاء في حياتك، فسيتم طرحك في أتون النّار الأبدي. وإذا كنت لا تعرف ما هي الأفعال أو التصرُّفات التي يمكن أن تقودك إلى المعاناة الأبدية، فادعُ الله القدير أن يريك ما هي وأن يساعدكَ على التخلُّص منها. اليوم يسوع هو محامي الدّفاع عنّا، لكنه سيأتي كديّان عظيم في نهاية الزمان، وبالتالي سيُهلك كلَّ من تعاون مع العدوّ أو ساعدَهُ.

ستكونُ الدّينونة التي سينفّذها يسوعُ المَسيح عند عودته أشدّ قسوة وخطورة ممَّا يمكن أن يتخيّله الإنسان. لن يبقى شخصٌ قد تسبَّبَ بعثرة لقريبه أو للإنجيل بأيّ شكلٍ من الأشكال في ملكوت الله. قال يسوعُ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ (متى 5: 20). إنَّ الذي يعتقد أنَّ القدير لا يهدف إلّا إلى التّهديد فقط حتى لا يُخطئ النّاسُ كثيرًا فهو مُخطئٌ جدًا. بالنّهاية هو الحقّ.

عِشْ واجتهد كي تُفرزَ إلى سلّة السَّمك الصَّالح؛ بهذه الطريقة، ستدخل إلى ملكوت يسوع الأبدي حتماً. لماذا الانتظار لمعرفة ما سيحدث عند عودة السَّيد؟ وهذا الموقف لا يُظهر أيَّ إيمان بالربّ، ولن يُقبل في اليوم العظيم. من الأفضل أن تضمنَ دخولك إلى ملكوت الله اليوم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز