-
-
وَكَانَ أَيْضًا يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ، وَلِذلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ
مِرَارًا أَكْثَرَ وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ. (أعمال الرسل26:24)
إنَّ الأمثلة الصَّالحة للأشخاص الذين خدَموا الربَّ يجب أن يتبعَها ويقتدي بها
جميعُ الذين دُعوا ليكونوا جزءًا من جسَد المَسيح. إلى جانب هذا الامتياز
العظيم، لا يُمكننا أن نمنحَ الشَّيطان الرِّضا بإبعادنا عن حضرة الله ومنعنا من
إعدادِ أنفسِنا بالشَّكل المناسب للدّخول إلى ملكوت الله. ونحن نعلم أنَّ
الضَّالين سينفصلون عن الفرح الأبديّ.
صحيحٌ أنَّ التَّعرض للتَّجربة لا يعني أنَّنا أخطأنا. لكنَّ الذين يشتهون
التَّجربة ويسمَحون لها أن تستقرَّ في قلوبهم، سيبدؤون في المعاناة أكثر في
أيدي العدوّ. لذلك إذا لم تكن هناك توبة، فلن يصعَدوا للقاء يسوع عند
عودته ليأخذ الذين ظلّوا أمناءً. لماذا نتجاهَل ونضيّع الفرصة العظيمة للقاء
القدير والبقاء معه إلى الأبد؟ بالتّأكيد لا شيء يستحقّ القبول لقاءَ اللّعنة
الأبدية.
رفعَ بولسُ دعواه إلى قيصر وأُخِذ إلى روما ليُحاكَم على يد الإمبراطور
العالمي المَمسوس بالشَّيطان والذي كان يحكم حسبَ الجسَد بسبب اليهود
الذين لم يقبلوا المَسيح مخلِّصاً وتمسَّكوا بالإيمان الأعمى بناموس موسى
الذي لم يحفظوه. ألم يكنْ من الأفضل لو أنهم اهتدوا وتعلّموا ما تعلمه موسى
من الربّ؟ لقد ضلّوا لأنّهم لم يحبّوا القدير.
لو كان بولسُ ضعيفاً في الإيمان لأعطى مالاً لفيلكس الوالي. الذي رُغم
وجوده أمام الرَّجل الذي يستخدمه الله بقوَّة، إلّا أنَّ ذلك السِّياسي الفاسد كان
يتطلّع إلى المال فقط ورفضَ فرصة الخلاص والدَّعوة لدخول ملكوت
السَّماوات. الزَّاني الذي تطلّع إلى إنسانٍ بشهوة وعينين خاطئتين، لم يرَ فيه
المَسيح الذي أحبَّه، بل رأى فقط شخصاً أراد أن يقودَه إلى الهلاك.
إنَّ مستقبلَ الذين فسَدوا هو ذاتُ مستقبل القتلة والزُّناة وغيرهم من
المُجرمين الذين حُرِموا من فرصة التوبة والدُّخول إلى السَّماء من الْبَابِ
الضَّيِّقِ (لوقا 24:13). اهربْ من الذين لا يحبّون الربَّ حتى لو ادّعوا أنّهم
ينتمون لله. إذا كان أحدُ الطرفين متزوّجًا، فإنَّ الرّغبة الذي تنشأ بينكما هو
إغراءٌ شيطانيٌ محضٌ ويجب رفضه مباشرة تمامًا.
إذا لم يعترف المدعوون للخلاص – ليكونوا مواطنين سماويين– وبالتالي
يتخلّصوا من خطاياهم، فسيكون لهم ذاتُ مصير الذين رفضوا خلاصَ الربّ
المجاني. بغضّ النَّظر عن المدّة التي قضيتها في الطريق أو ما فعلته من
أجل ملكوت الله؛ الخطيئة سوف تفصلك عن الملكوت وتقودك إلى الهاوية.
ماذا تفضّل؟ القليلَ من المالِ الآن لتحقيق رغبات الشّيطان أو الألم إذا
لَزِمَ الأمر كما عانى بولسُ ونال الحياة الأبدية؟ هل متعة الممارسة المحرَّمة
تجعل المعاناة الأبدية جديرة بالاهتمام؟ بالطبع لا. لذا احرص على عدم
السُّقوط. اسهَروا وصلّوا لأنّكم إذا وقعتم في التّجربة فقد تهلكون إلى الأبد.
الرّحمة.
محبّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز