-
-
بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا
نَفْسِي مَرْفُوضًا. (رسالة كورنثوس الأولى27:9)
ينبغي للمخلَّصين أن يتأمّلوا في الموقف الذي اتّخذه بولسُ، حتى لا يقع
الإنسانُ في قبضةِ إبليس، فيُطرح بعيدًا عن الخلاص الأبدي. إنَّ الطبيعة
البشريّة تنجذب إلى الأشياء التي تحرّمها الكلمة. ولكن إذا وقعنا في حبّ هذه
الأشياء وقُمنا بفعلِها، فسوف نُطرح بعيداً. يقول يعقوب أنه يجب علينا أن
نرفضَ كلَّ دنسٍ وخبثٍ، ونقبل الكلمة المغروسة فينا بوداعة لأنَّ خلاصَنا
يعتمد عليها. اتبع النّصيحة.
إنّ أهداف البشر ليستْ كأهداف الله. سأل يسوعُ: ما المنفعة للإنسان لو
ربح العالم كلّه وخسرَ نفسه؟ (مرقس 8: 36) في بعض الأحيان، يخطئ
النّاسُ عندما يقبلون أن يُنظر إليهم على أنّهم خدّامٌ ذو أهميّةٍ كبيرة لله، دون
أن يُدركوا مجد الله المستحق الذي تمّ فيهم ومن خلالهم. والبعض الآخر
يستخدمهم شيطانُ الزِّنا (ولو عقليًا فقط)، والسّرقة والأرواح الشِّريرة
الأخرى ثمّ يلومون العليَّ على بقائه بعيدًا عنهم.
لماذا لا نكرِّس حياتنا للربّ ونستخدمها لخلاص الهالكين، أو العمل في
خدمة الشّفاء أو التشفع للآخرين من أجلِ حلّ مشاكلهم؟ ليس من الضَّروري
أن تكونَ عضواً في خدمة الكنيسة لتكون فعّالاً في الإيمان الذي قبِلته. يُمسَح
المُخلَّصون ليكونوا خدّامًا للعَهد الجديد. يستشهد الكتابُ المقدس بحالاتٍ
كثيرة حيث لم يكنْ العديدُ منهم من مجموعة التّلاميذ، ولكن تمّ استخدامهم
بقوَّة كأدواتٍ في يد الله القدير.
إنَّ المؤمنين بالربّ يتركون كلَّ الخطايا والشَّهوات الدّنسة وأعمال
الجسَد، حتى لو أتيحت لهم الفرصة، فإنّهم يفضِّلون أن يفعلوا كما فعل
يوسُف في مِصر عندما هربَ من الفخّ الشِّرير. من الرّائع والجميل أن
نلاحظ المسيحيَّ الذي يعاني من تجارب قويّة لكنَّه يقاوم بشجاعة كلَّ أعمال
الشَّيطان ومغريات الجسَد. علَّمَنا يسوع ما يجب أن نفعله تجاه العدوّ: توبيخه
ورفض كلّ اقتراحاتهِ.
أولئك الذين أنقذهم المسيحُ نالوا أعظم البركات. لماذا نستبدل السَّعادة
بالحزن؟ هل سبقَ لك أن صلّيتَ طالباً من الله أن يساعدك على السَّير مثل
يسوع، الذي ذهب إلى كلّ مكان ليعمل خيراً ويشفي المتسلّط عليهم إبليس؟
في نهاية المطاف، قال يسوعُ إنه قدوةٌ لنا. وينبغي أن نفعل كما فعل. لا تقلّد
الضُّعفاء بالوقوع في التّجربة، بل اتبع مثال الربّ. لقد دُعيتَ لتكونَ بركة.
إنَّ العيشَ بتواضعٍ أفضل بكثير من العيش بوفرة مكتسبة بطرق سيّئة.
كما أنَّ الحصول على أيدي نظيفة هو فضيلة يجبُ الاحتفاظ بها وممارستها
دائمًا، إلى جانب امتلاك عيون نقيّة وعقلٍ نيّرٍ، يتجدّد باستمرار في كلمة الله.
من يترك ذهنه عرضةً للتّجارب لن يفهم أبدًا إرادة الآب الصَّالحة والكاملة
والمرضية. اهربْ من كلّ ما يأتي من العدوّ، لأنه شرٌّ أكثر ممّا يمكن لأيّ
شخص أن يتخيّل.
ينصحُك القديرُ أن تُخضعَ جسَدك ونفسَك لخدمته حتى لا تهلك إلى الأبد.
من الآن فصاعداً، أنت تعرف ماذا تفعل، أليس كذلك؟ يقول الكتابُ المقدَّس
أنَّ الذين يخلصون بالمَسيح يجب أن يسلكوا مثله (1 يوحنا 2: 6). لا تدع
أكاذيب العدوِّ تخدعك، بل اجتهد لتحقيق قصد الربّ لك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز