-
-
اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ.
الأمثال 22:3
إذا لم يحذِّرنا الله من خطط الشَّيطان التي توقع بنا، لكان مسؤولاً عن فشلنا، لأنَّ الله بعلمه السَّابق يعرف كلَّ ما وراء أكاذيب وعروض وخداع الجحيم. لهذا السّبب من الحكمة القراءة والتأمل في كلمة الله دائمًا، والتركيز على ما يبدو جذابًا وجيدًا، لأنّه في العديد من الحالات، يمكن أن تكون هذه الأمور فخاخًا أو شراكًا لتقيدنا وتأسرنا بقبضة العدوّ.
الحكماء فطنون ولا يستسلمون للشّرير ومؤامراته، حتى لو أغضب موقفهم الآخرين أو أفراد العائلة الذين لا يتبعون كلمة الله ولا يحملون الله في قلوبهم وعقولهم. يعرف الحكماءُ كيف يكونون أقوياء في إتباع إرادة الله الصَّالحة لهم ولعائلاتهم. المقاومة هي إحدى الطرق الجيدة لحماية قلوبنا في الحرّية التي لا يستطيع أن يمنحنا إيّاها إلّا المَسيح. اطلب المشورة والإرشاد السَّماوي في كلِّ ما يتعلق بك وبحياة عائلتك. فإنّ الربَّ القدير يتكلم!
أسوأ ما يمكن أن يحدث لشخص ما هو عدم الانتباه لكلمات الله. وتجاهل تحذيراته، حينها يسقط الإنسان بسهولة في التجربة، عندما نلنا الخلاص أقامنا الله على أقدامنا، مسلّحين ومستعدين للمطالبة بحقوقنا، فيجب علينا عدم التخلي عن هذا. لا تتراجع بمجرَّد أن تفهم في الكتاب المقدَّس ما يريده الله لك وما يجب عليك فعله لتكون ناجحًا!
عندما تسقط بأكاذيب العدوّ، تصبح متورطًا ومقيدًا بهِ مباشرة. لذا، لكي تتحرَّر، يجب أن تعترف بخطيتك أمام الله حتى يغفر لك. علَّمنا يسوع أيضاً أنه إذا ألحقت الأذى بأي شخص من خلال خطيئتك، فليس أمامك سوى خيارٌ واحد: أن تبحث عن ذلك الشخص، وتعترف له بكلِّ شيء، حتى يغفر لك. بالطبع، في كل موقف يجب أن نحصل على الحكمة السّماوية لنكون على صواب في الوقت المناسب..
والدليل على أنك نلت الغفران هو حضور الله الذي يغمر كيانك، ويغزو الفرح روحك وتشعر بالحرية التامة. ومن تلك اللحظة يمكنك أن تنهض لتعيش أمام الربّ. كُنْ حذرًا عند الاعتراف بزلاتك لأنه دون الحكمة الإلهية قد تؤذي الشَّخص الذي سيسمَع اعترافك. وإذا لم يغفر لك ذلك الشَّخص، فلن يُغفر له وقد يهلك إلى الأبد (مرقس 11: 24، 25).
المسيحيّون الذين ليسوا على شركة مع الأب السَّماوي يشبهون الضَّائعين. ففي وقت قصير سيخسروا كلَّ ما ربحوه من قِبَل طيور السَّماء– الشَّياطين. أولئك الذين ليسوا في المسيح لا يستطيعون إدراك الفخاخ والحيَل التي يستخدمها الشَّيطان لأسرِهم، ومع ذلك هم ممتلئون بالبرّ الذاتي، ويشبهون إلى حدٍّ كبير ذلك الذي تحدّث عنه يسوع: بعدما أن غُفر له، التقى بشخصاً كان متدينًا منهُ بمبلغ أقلّ وعاقبه لعدم تسديده (متى 18: 23-35).
لماذا تعاني من العقاب إذا كنت تعلم أنَّ الرب لا ينعس ولا ينام وهو دائمًا مستعدٌّ لمساعدة من يطلبه؟ إذا فشلت في تجربة كنت تأمل ألّا تحدث معك، فاعلم أنَّ هناك شيئًا أكثر خطورة في حياتك ولهذا حدث هذا الأمر الرَّهيب. أظهر محبَّتك لله القدير ولنفسِك. ولا تدع العدوَّ يقودك إلى خطأ أكبر. فأنت تنتمي إلى الله!
محبتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز