رسالة اليوم

07/03/2025 - كيف تكونُ مقدّساً

-

-

إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا. 1 كورنثوس 34:7

يقولُ بولسُ الرَّسول، في حديثه عن المرأة المتزوّجة والعذراء، أنَّ العذراء تهتم أكثر بأمور الربّ لتكون مقدَّسة جسداً وروحاً. فمن واجب الأخوات أن يحفظنَ أنفسهنّ للزّواج، ويجب على الرِّجال أن يفعلوا ذلك أيضًا. ولكن يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كنّا قد حفظنا ما أعطانا إياه الآبُ بشكلٍ جيد، أم أضعنا الكنوز التي اؤتمنّا عليها. بالتأكيد، أولئك الذين لا يحافظون على أكاليلهم ستُؤخذ منهم وتُعطى لشخصٍ آخر (رؤيا 11:3).

"السِّر في أن تكون مقدَّسًا هو الاهتمام بالأعمال المتعلقة بملكوت الله. وهكذا لن يكون هناك ثغراتٌ تتسلّل من خلالها الخطيئة. هناك من يقدّسون أنفسهم في الرُّوح، ولكن فيما يتعلق بالجسد لا يميّزون بين الصَّح والخطأ. لو لم يكن ما هو ممنوع ضارًا وخطيرًا، لما منعنا الربُّ من فعله. هناك كثيرين قد نالوا الخلاص ولكنهم مازالوا يتأثرون بالشّيطان لعدم الانتباه لتحذيرات القدير."

"يدعونا الكتابُ المقدَّس إلى الحفاظ على أنفسِنا - جسدياً، ونفسًيا، وروحًيا - في القداسة استعدادًا لمجيء المسيح. قد يسأل أحدُهم: "إذا لم أحفظ نفسي في القداسة، ماذا سيحدث؟" لا أريد حتى أن أفكر في هذا، لأني أقول مجدّدًا: لو لم تكن هذه الإجراءات ضرورية، لما أهدر الربُّ وقتاً وأخبرنا بذلك. ولكن عندما يسكن التمرّد في قلب الإنسان، فإنه سيجد دائمًا طريقة لعصيان الله.

قد يظنّ البعضُ أنَّ الربَّ لا يهتم بما يُفعل بالجسد أو العقل، طالما هناك تكريس في أعماله الإلهية. ولكن في اليوم العظيم، سيقول يسوع لبعض الأشخاص الذين طردوا الشّياطين، وصنعوا العجائب، وتنبأوا، إنه لم يعرفهم قط بسبب تعدّياتهم وآثامهم (متى 23:7) من الحكمة والصَّواب أن تعتني بأفكارك وكلماتك وأفعالك، لأنك بعدما تلقيتَ النّصيحة، لن يكون لديك عذرٌ."

"قد تعيش المرأة المتزوّجة بشكل جيد مع زوجها وفي ذات الوقت تهتم بأعمال الربّ. لدينا مثال دبورة التي حكمت إسرائيل بحكمةٍ في الماضي وكانت زوجة للفيدوث (قضاة 4:4) ولكن هناك الكثيرين الذين لا يعرفون كيفيّة إدارة وقتهم ومواهبهم ومواردهم ويهملون أزواجهم بسبب القيام بعمل الربّ أو العكس. لكنّ الذين تزوّجوا واتخذوا العهد أمام الربّ، يعرفون كيفيّة تنفيذ كلتا المهمَّتين.

من ناحيةٍ أخرى، هناك نساءٌ عازبات لا يهتمن على الإطلاق بعمل الربّ للأسف. إذاً ليس الزواج بحدّ ذاته هو الذي يُحدث الفرق، بل الحكمة والمحبّة المكرَّسة للآب السَّماوي. نعرف أعضاءً يقولون إنّهم يحبُّون الله لكنهم لا يحبّون جيرانهم. هذه الحالات تُثبت أنَّ لدينا عملاً لنقوم به في تعليم وخدمة الآخرين، لكي يخدم الجميعُ الربَّ بشكلٍ جيد.

الاهتمام بأمور هذا العالم هو انحرافٌ كاملٌ عن الهدف. يجب أن نسعى أوّلاً إلى ملكوت الله وبرّه، وباقي الأمور ستُزاد لنا (متى 33:6). ولكن من يحب هذا العالم، فإنه بالتأكيد لا يحب الربَّ (1 يوحنا 15:2).

محبتي لكم في المَسيح
د. ر. ر. سوارز