كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ مِنَ الابْتِدَاءِ هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا.

إرميا 17:12

التحدي الكبير الذي يواجههُ الكثير من الناس هو معرفة أين موضع عبادة الله. الإجابة بسيطة: وهي في كلمة الله. ومن خلالها نتعلم كيف نصلي وكيف ننال الإستجابة، وكيف نشفى، وننال الخلاص ومغفرة خطايانا. كل الخليقة هي للربّ، فإذا أردنا التواصل معه، لسنا بحاجة إلى تسلّق الجبال أو الذهاب إلى أيّ مكان آخر، عدا مكان تواجده الحقيقي.

هناك عرش مجيد ومرتفع جدًا، سامي للغاية، يجب أن يُعرف، ومن خلاله نتواصل مع الله بشأن كل شيء. في هذا العرش لا يوجد فشل لأنه مكان رعاية وليس مكانًا للمعاناة. فيه نجد إجابات لكلِّ صلواتنا واستفساراتنا، ولن نُرفضَ أو نُستبعد كغرباء أو غير مرغوب فيهم. فإيماننا فهو الذي يمنحنا الشّروط المناسبة للدخول والبقاء فيه. لأنَّ الرُّوح القدس هو من يقودنا.

الشّيطان لا يعرف أين هذا المكان ولا يتخيّل حتى مكانه، إنه ليس مكانًا فيزيائياً، بل هو موقع داخل ملكوت الله حيث يمكنك حلّ مشاكلك والاعتراف بخطاياك والتمتُّع بلحظاتٍ لا مثيل لها عندما تتلقى المغفرة والتوجيه وتحصل على الأسلحة لخوض أصعب المعارك، حينها ستنال الإنتصار. في هذا المكان تحصل على هوية إلهية خاصّة لحياتك، فتكون كما يريدك أن تكون.

يجب أن تُقاد بالرُّوح القدس للوصول إلى هذا المكان المقدَّس. عندئذ، سيتطهَّر قلبك من كلّ شكّ، وسيثبت الإيمانُ بقوَّة في كيانك، وأخيرًا ستصبح الشَّخص الذي أرادك الله دائمًا أن تكونه. لن تجد الشَّهوة والخطيئة والأكاذيب مكاناً في حياتك بعد الآن. روح الربّ سيقودك إلى هذا المكان من خلال كلمتهِ.

وُضع هذا العرش عاليًا جدًا منذ البداية، بعيدًا عن متناول الإنسان والشّيطان أيضًا. لا يمكن للوصول إلى هذا العرش المليئ محبّة إلّا من خلال الإعلان الذي يمنحه الربُّ في الكتب المقدّسة. وعندما تفتح قلبك وتتلقى التعليمات، فيصبح المستحيل ممكنًا. لا يمكن لأيّ شخص آخر أن يستغلك للوصول إلى هذا المكان، لأنَّ كلمة المرور للدخول إلى هذا المكان شخصيّة، كما هو الحال مع العمل الذي يقوم به روحُ الله.

عندما تفهم ما يقوله الربُّ، تصل إلى هذا المكان المقدَّس. فيصبح الصَّعب سهلاً وتتجدَّد بتشكيل فهمك بحسب الكلمة التي بُشِّرت بها. وعندما يتغيّر داخلك ستختبر إرادة الربّ الصَّالحة، المرضيّة والكاملة (رومية 2:12) قال يسوعُ إنه من الضَّروري أن تبذل جهدك لتدخل ملكوت السّموات. افهم هذا: فقط الذين يسعون ويبذلون الجهد يتمكنون من الوصول إلى الملكوت السَّماوي. ماذا عنك؟

يختلف الإنجيلُ عن جميع الأديان الأخرى. ففي الأديان الأخرى، يكافح الإنسان لاتباع القواعد والطقوس والمبادئ، ولكن لا يوجد أيَّ صلاحٍ بهذا. ولكن في ملكوت الله يحتاج المرءُ إلى الإيمان ليصل بشكل كامل وغير محدود إلى محضر الربّ. حينها ستقدِّم نفسك أمام عرش الله المهيب حيث يضمن لك سلطان اسم يسوع إنتصارك.

محبتي لكم في المَسيح
د. ر.ر.سوارز