-
-
كَذِكْرِ بَنِيهِمْ مَذَابِحَهُمْ، وَسَوَارِيَهُمْ عِنْدَ أَشْجَارٍ خُضْرٍ عَلَى آكَامٍ مُرْتَفِعَةٍ.
إرميا 17:2
إنَّ شعبَ يهوذا الذين اتبعوا خطوات مملكة الشّمال، ارتكبوا خطايا كثيرة لدرجة أنَّ خطاياهم منقوشة بإزميل، برأس ماسي، على ألواح قلوبهم وقرونِ مذابحهم. فمن المستحيل محوُ هذه الخطايا أو إنقاذهم من الهلاك الكامل الذي كان على وشك الحدوث لهم ولأبنائهم. كانت خطاياهم أكبر بكثير ممّا يمكننا تخيّله، وإن استمروا في ارتكابها، سوف يواجهون الهلاك والعقاب الأبدي.
إنّ الذين يرتكبون الخطايا لا يدركون أنّ العواقب ستصيب نسلهم. وكأن تكرار الخطيئة باستمرار منقوشٌ على الحمض النووي للمذنب، فيحمل أبناؤهم وصمة هذه الحماقة. عدم محبّة الربّ أمرٌ خطيرٌ جداً، ولكن الأشد خطورة هو الاستسلام للإثم. على سبيل المثال لا يمكن للإنسان عبور الصّحراء دون أن يُلدغ من الأفعى. وهكذا من يخطئ بحاجة للرّحمة الإلهية!
فذاكرة نسل الجيل الذي كان من المفترض أن يُكرّس نفسه للربّ لم تكنْ جيدة. لأنهم اختاروا نسيان الله، ممّا جعلهم يعانون بشدّة. فأبناء يهوذا تذكروا الأعمال الكارثية لآبائهم واشتهوها. إنها شهوات شيطانية دنيئة ونجِسة. لعلّ هذا يكون تحذيرًا للذين ضلّوا بسبب أكاذيب العدوّ.
أبناء يهوذا كانوا دائمًا يتذكرون المذابح الوثنية وليس مذبح الربّ؛ ولهذا السّبب لم يعتقدوا أنه من الضّروري تغيير سلوكهم. أولئك الذين يعتادون حياة الخطيئة والملذات، محاطين بإغراءات الشّيطان، لا يدركون أنهم يتجهون نحو الدّمار والهلاك. في اللحظة التي لا يتوقعونها، يُحاصرون أو يُوقَع بهم في فخاخ العدوّ. عملٌ عظيم أو فعل من الرّوح القدس فقط يمكنه أن يعيد الخاطئ إلى وعيه ويحرّره. فليكنْ كذلك!
لقد كانوا على وشك أن يقادوا إلى بابل ليتم استعبادهم لمدة سبعين عامًا، لأنّ سكان يهوذا لم يستطيعوا رؤية الحقيقة ليتوبوا. وبذات الطريقة هناك خطاة يعرفون مصيرهم والهلاك الأبدي الذي ينتظرهم ليلًا ونهارًا، بلا فرصة للنّجاة لقرون كثيرةٍ. ورغم وعيهم بذلك، فإنهم لا يتوبون ولا يعودون إلى الله!
الغابات التي خصَّصوها لأصنامهم كانت تحكم وتقود قلوب أبناء يهوذا. وعلى الرّغم من معرفتهم بأن هذا الأمر كان مذلاً ومقززًا، إلّا أنهم كانوا يتمتعون بخطايا الشّياطين ولعناته والكلمات البذيئة التي دمرت العائلات والمنازل. لماذا لم يعودوا إلى الربّ ليعترفوا ويتوبوا حتى يتحرّروا من هذا الاستعباد؟ كان بإمكانهم أن يفتحوا أعينهم لئلّا ينساقوا إلى بابل!
كلُّ ما يزرعه الإنسان يحصد ثمره ويُورثه لأبنائه. إذاً تأكد من أنك لم تزرع بذوراً سيئة وأنك لستَ بلا مسؤولية وتجارب الظلام تسيطر عليك. عُد إلى الراعي الصّالح الذي يدعوك لتحيا حياة أفضل (يوحنا 10:10). آمين؟ افعلوا ذلك!
محبتي في المسيح
ر.ر.سوارز