رسالة اليوم

14/03/2025 - تجنُّب المعاناة

-

-

وَتَتَبَرَّأُ وَبِنَفْسِكَ عَنْ مِيرَاثِكَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ، وَأَجْعَلُكَ تَخْدِمُ أَعْدَاءَكَ فِي أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا، لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَارًا بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى الأَبَدِ؟ (أرميا4:17)

أعظمُ عيبٍ يرتكبه الإنسانُ هو الابتعاد عن الله. وبفعله هذا، لا يفقد حقّه فقط في الحياة الكريمة، وأن يكون ملكًا له، وأن يتجنّبَ الخطيئة وعواقبها، بل ستحكمه قوى الظلام. من الضَّروري أن تكون قوياً جدّاً لتقول لا للخطأ، لأنَّ العدوَّ يكمنُ خلفَ استراتيجيةٍ وهدفٍ محاولاً بكلِّ الطرق الممكنة أن يأخذك تحت سيطرته إلى مخالبِ المعاناة والألم الكبير.

لا يُمكن لأيّ خاطئ أن يلومَ الربّ أو أيّ شخصٍ آخر على هذه العواقب. إذ يمكننا أن نرفضَ عروضَ الشَّيطان. فطلبُ مشيئة الله من خلال وصاياه أفضل بكثير من الخوض في الخطية، لأنَّ إعلاناته تمنحنا النّور والحماية ولكنّ أخطاءنا تقودنا إلى الهلاك. أولئك الذين يسيرون مع الله القدير لا يتعثرون في العوائق التي وضعَها الشَّيطان ليجعل مسيرتنا أكثر صعوبة. لكنَّ الذين يعيشون بعيدًا عن الربّ يخطئون الهدف تمامًا.

إنَّ ميراثَ الإيمان بالمَسيح له أهميّة قصوى، وهو قويٌّ وقادرٌ على تدمير مشاكلِنا والحصول على كلّ البركات التي أعدَّها لنا، بقدر خدمتنا الأمينة له. وهكذا سوف نسيرُ فيها. فلا تتركوا الخير الذي صُنع لكم ويسعدكم في الدنيا والآخرة، لتتبعوا آثار الهلاك. فالله صالحٌ للَّذين لديهم هدفٌ جيّد ويريدون الفوز دائمًا.

لماذا تُحرَم من الميراث الجميل حيثُ الوفرة الكاملة؟ حتى لو مررتَ بتجاربٍ ومِحَنٍ، فإنّ الله القدير سوف يُعينك على الخروج منها، ويكلِّلك بالكثير من البركاتِ السَّخيّة. هل تفضِّل العيش في الشَّك وعدم اليقين؟ افتح عينيك وانظر كم الآبُ صالحٌ معك. إنَّ تحذيراته بشأن السُّلوك الخاطئ هي لخيرك، لأنَّها خبيثة للغاية ولا ينبغي لنا أبدًا أن نفكِّر فيها أو نتخيّلها! الآبُ يريد الأفضل لحياتك فقط.

إنَّ رفضَك العيشَ حسبَ طُرق الربّ وتفويت عجائبهِ لن يؤدي إلَّا إلى تنفيذ أوامر العدوّ. ثمَّ فجأة، وخلال فترة قصيرة، ستبدأ الأمراضُ وأنواع الشَّر والاضطرابات في الظهور. لا تلهو مع الله؛ إنّه الحقّ ولا يسمح لخاصَّته التواصلَ معَ الشَّيطان لأنه شرّيرٌ وخبيثٌ من كلّ الجوانبِ. فمن المُستحيل الاتصال بالعدوّ وعدم التلوّث بهِ.

أولئك الذين يقولون إنّهم لا يمانعون الذَّهابَ إلى الجَحيم لا يعرفون ماذا يقولون. حتى لو كنتَ قد عانيتَ الكثيرَ من العِلل والآلام والتَّجارب في هذه الحياة، يمكنك القول إنك في نادي صحّي من فئة ستة نجوم، لأنَّ العذاب الذي ستعانيه إلى الأبد في الهلاك هو شيءٌ لا يمكنُ تخيّلهُ أبدًا. اهربْ من الخطيئة ما دام هناك وقتٌ، فعندما ينتهي وقتك وتصل إلى نهايتك، سوف تبقى على هذا النّحو إلى الأبد.

وكما حذَّر الله، عندما تَرتكبُ خطيئة، فإنك تُشعل نارَ الغضبِ الإلهي الذي سوف يشتعل إلى الأبد. لذلك اهربْ وانجُ من هذه العواقب، انسحبْ تمامًا مما هو مدانٌ، ولن يمانع الربُّ من أن يفعل الخير لك. تحرَّر من كلِّ معاناةٍ وإدانةٍ. فما هوَ موقفك؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز