رسالة اليوم

15/03/2025 - ثلاثة أخطاءٍ فادحة

-

-

 

«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. (أرميا5:17)

لقد عملَ الربُّ بجهدٍ على مدى فترة طويلةٍ من الزَّمن لكي يخلقَ الإنسانَ على صورتهِ ومثاله، فلا يُمكننا فهمُ أو حتى تخيُّل تلك المدّة، لأنَّ ألف سنةٍ بالنِّسبة له كيومٍ واحدٍ أو هزيعٍ من اللّيل - الهزيعُ أربع ساعاتٍ. يبدو الأمرُ كما لو أنَّ الخالق قد صمّمَ كلَّ شيءٍ على الورق، مثل مهندسٍ معماريٍّ يرسُم مخطّطات أرضيّة. وهكذا خلق الربُّ الكونَ والإنسان. ولكنّه يحذّرنا من ثلاثةِ أخطاءٍ جسيمة تلحق بنا ضررًا كبيرًا إذا انحنينا لها.

لقد فشلَ الإنسانُ في الاختبار الأوّل وأحبطَ المشروع الإلهي. اليوم عندما نقع في الخطية نفقدُ الصِّفات التي حصَلنا عليها من خلال ولادتنا الثانية. عرفَ يسوعُ حالةَ الإنسان، لذلك لم يقبل شهادةً بشرية أو مجدًا من هذا الكائن السَّاقط. فبالإضافة إلى خلاصِنا وإنقاذنا من الخطية وإعادة خلقِنا من جديدٍ، ينصحنا الربُّ ألَّا نثق بأيِّ كائنٍ بشري لأنّه بلا شكٍّ سوف يكرِّر ما فعلته حوّاءُ في عدنٍ.

إذا طلبنا اللهَ القديرَ سنتلقّى توجيهاتِ الحكمة وتعليماتها. ولكن إذا وضَعنا ثقتنا في الإنسان سوف نكابدُ اللّعنة. لا يريد اللهُ لنا أن نرتعبَ، فلا يجب أن نثقَ في كلّ شيء وكلِّ شخصٍ مباشرةً. ولكن فيما يتعلّق بالجوانب الجادة للحياة، يجب علينا أن نثق في كليّ العِلم فقط؛ فهو الطريق والحقُّ والحياة (يوحنا 14: 6). النقطة الهامّة هي أنّنا نثقُ في "صديقٍ" دائمًا، ومثل داود، ندركُ لاحقاً أنه لم يكن الشَّخص المُناسب أو الشَّيء الحكيم الذي يجبُ القيام به (مزمور 55: 12،13).

ماذا نقول عن إساءةِ معاملة الأطفال، وسُفاح القربى وغيرها من الحِيَل التي شوَّهت ملايين الأشخاص حول العالم، ممّا أدى إلى فقدان حبّهم لوالديهم وعائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم، وذاكَ منحَهم عكسَ ما كان متوقّعًا. يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار، وبالتأكيد أن يكون لدينا قدرٌ من الثقة في جيراننا، ولكن ضمنَ حدودٍ، وإلّا لن يُسمح لنا بالشّكوى من جرّاء خسائرنا التي قد نتكبّدها. عندما تشعر بصفقة قذرة أو نيّة خاطئة تجنَّبْ هذا الشَّخص. تذكّر أنَّ لصّاً كان بين الرُّسل، ثم تبيَّنَ أنه خائنٌ فيما بعدُ.

كما أنه ليس من الجيّد استخدام الآخرين بشكلٍ جسدي. في أيِّ ظرفٍ وموقفٍ، يجب أن يبقى إيمانك في الربّ. وهذا يوضِّح لنا ويعلِّمنا ألّا نتوقّع أيَّ شيءٍ من أيّ شخصٍ، بل أن نساهمَ بما هو ضروريٌّ لبركةِ جيراننا وقيادتهم إلى الخلاص، عاملين هذا من أجل الله ومجدهِ، وليس من أجل الإنسان. وهكذا لن نشعرَ أبدًا بالخيانة أو الأسف تجاه مواقف وإيماءات الآخرين. لن يتركنا القديرُ أو يتخلّى عنّا أبدًا. إنّه أمينٌ حقًّا.

لا تدع قلبك ينحرفُ أو يبتعدُ عن ذاك الذي لم يقصُر أو يتراجع عن وعوده. إذا فشلَ كلُّ شيء، لن يفشلَ الله أبدًا. إذا كنتَ في أسوأ المواقف، فسيكون الآبُ السَّماوي بجانبك ليُعينك ويساعدك. بغضِّ النَّظر عن المدى الذي ذهبتَ إليه، وعدد الأشخاص الذين خذلوك، أو أحبطوك، أو سبّبوا لك المعاناة، يمكنك أن تثق بالربّ تماماً. فهو يريد أن ينقذك من كلِّ الصَّدمات التي تمنعك من الحياة، وتحقيقًا لهذه الغاية يطلب شيئًا واحدًا فقط: أن تحافظَ على إيمانك بهِ.

قلْ كلّ كلمة حسبَ وصايا العليّ ومن كلِّ قلبك. وبالتالي لن تكون هناك حاجة للعودة إلى الوراء وطلب المغفرة؛ على العكس من ذلك، سينظر إليك الآخرون ليشكروك لأجل نعمة العيش بالبرّ أمام الله والنّاس. لا ترتكب أيًّا من الأخطاء الثلاثة. مع الله ستنتصرُ دائماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز