-
-
وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. (أرميا6:17)
إنَّ الله جدّيٌّ للغاية عندما أعلنَ الله أنَّ الذي يثق في الإنسان يكونُ ملعوناً (إرميا 17: 5). ولهذا يجب علينا أن نفحصَ ذواتنا ونتحقَّق ممّا إذا كنا نثق في شيء قاله أحدُهم، ونعترف بهذا الخطأ أمام القدير. لأنَّ هذا يمكن أن يسبِّب لنا المعاناة حتى عندما نشعر بأمانِ ثقتنا بالربّ. وبحسب يعقوب فإنّ الحقَّ لم يُعطى لنا عبثًا، إذ أعلنَ أنَّ الرُّوح الذي يسكن فينا غيورٌ. يعلمُ الله أنَّ ثقتنا في الإنسان ستجلبُ لنا الخداع.
لقد شبَّهَ إرميا أولئك الذين يضعون ثقتهم في الإنسان أو في المذاهب أو في أيّة ديانةٍ بشُجيرة في البرية، والتي بسببِ وجودها في بيئة معادية، لا تعرف الخير عندما يأتي. يعيش الكثيرون بهذه الطريقة، وعامًا بعد عام، لا يُدركون الخير الذي يريد الله أن يفعله بهم، ولأجلهم ومن خلالهم. إنّهم يحبُّون أن يحصلوا على أشياءٍ من أشخاصٍ مثلنا، وليس لديهم ما يقدِّمونهُ للعطشى أو المحتاجين إلى النُّور.
لقد جاء الرُّوح القدس ليقودنا إلى الحقّ، ويُخبرنا بما قيل في السَّماء عنّا. ولكن إذا لم نتعلّم الحقّ، فإننا نسمحُ لأنفسِنا بأن ننقاد بكلمة "مستنيرة" لبعض الوُجهاء. لماذا نستبدل عملَ روح الله بكلمة من أناسٍ لا يحترمون تعليمات الكتاب المقدَّس، يضيفون أو يحذفون من الإعلان الإلهي. وكلُّ من يتمسَّك بما يقوله هؤلاء الأشخاص، يقعون في الخطأ.
إن كنتَ تسكن في أماكنٍ جافةٍ في البريّة الرُّوحية، فاخرج من هناك. يجب أن يكون مسكنك في ستر العليّ (مزمور1:91) – الكلمة. وهكذا سيحفظك الربُّ من كلِّ شرّ، سيحميك من الخداع، وسيأخذك الرُّوح القدس لتتذوَّق وتختبر الأفضل من الله! لا تدع الشَّيطان يملأ عقلك بالأكاذيب؛ بأفكار خاطئة تتعارض مع الكلمة. فعلى الرُّغم من أنها تبدو مستقيمة، إلَّا أنك ستخرج من حضرة خير الله عندما تؤمن بها.
كلماتُ إرميا كلّها خطيرة للغاية. أولئك الذين يحبُّون الربَّ لا يحتاجون إلى العيش في أماكن يابسة وجافّة، بل في حقول النِّعمة الإلهية الخصبة. إنَّ الشَّخص الذي لا يرى خطأً في عدم اتباع الكتاب المقدّس، لا يتمتّع بالخيرات المقدَّمة لنا بذبيحة المسيح وموته. صحّة الجسَدِ جيّدة، إنَّ تجديد فهم الأذهانِ وتطهير الرُّوح هما للمؤمنين. ارجعوا إلى الله القدير.
كُنْ شخصاً آخر قد تمَّ تسجيله كخادمٍ لله! يروي الكتابُ المقدَّس قصصَ كثيرين ممَّن خدموا الربّ ونجحوا في أيامهم، وهذه رسالة مفيدة لنا، لكي نسلمَ أنفسَنا للقدير ونشارك في القيام بعملهِ. لا تنجرف إلى العَصر الحديث، والإغراءات التي تقيّد وتدمِّر الكثير من قدّيسي الله. اتَّخذ مكانتك الجميلة فيه: الاعتراف بخطاياك، ونيل غفرانه، والبدء في العمل حسَب مشيئة الآبِ.
لا تقارن نفسكَ بأحدٍ، بل فقط بيسوع الذي صنعَ المعجزات والآيات والعجائب. يريد الربُّ أن يفعل هذا بيننا ومن خلال أشخاصٍ مثلنا. ليس من قبيل الصُّدفة أنّي تلقيتُ مهمَّة كتابة هذه الرِّسالة؛ لقد كان أمرًا محدّدًا. كُنْ حسّاسًا ومستجيبًا للرُّوح القدس وارجع الآن قبل فوات الأوان. آمين؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز