-
-
مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ (أرميا7:17)
إنَّ الذين يضعونَ ثقتهم في الإنسانِ يختلفون عن الذي يتّكلُ على الربّ ويخافه، ويحترم وصاياه، ولا يتخلّى عن كلِّ ما وعدَ به في الكلمة. يقولُ الكتاب المقدَّسُ: لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ، (رومية 6:9ب)، ومقارنة بهذا الإعلان، يمكننا أن نعلنَ: ليس كلُّ الذين يقولون إنّهم مسيحيُّون هم في الواقع من الربّ. فعندما نحتلُّ مكانتنا ونقومُ بما يستحقّ كورثةٍ، فحينئذٍ نكونُ حقًا أبناء العليّ.
نجدُ الكثيرَ من النّاس في كنيسة المَسيح يعيشون تحت المستوى الذي وضعه الربُّ كمعيارٍ لشعبهِ. إذ يعَدِنا بسدّ احتياجاتنا، يعلمنا الربُّ ألّا نقبل العيشَ في مستوى بائسٍ ودنيءٍ، حتى لا يزدري بكلمته أولئك الذين لا يعرفون الحقّ. وهذا لا يعني أنّنا يجب أن نعيش في ترفٍ، بل بكرامةٍ ووفرة. ففي نهاية المطاف، هذه هي الحياة التي جاء ليعطينا إيّاها.
لنأخذ على سبيل المثال الشَّخصيات الكتابية، بدءًا من إبراهيم، الذي باركَ اللهُ ثرواتهِ. لقد قطعَ هذا الخادمُ عهدًا مع الربّ ألّا يأخذ من غنائم أهل سدوم، لئلّا يقولَ ملكُهم إنّه قد أغنى إبراهيم (تكوين 14: 22، 23). هذا مثالٌ لنا. فيجب ألّا ننخدع أبداً بأكاذيب العدوِّ. إنَّ شعبَ الله لديه مصدر الرّخاء والحماية، وبالتالي لن يعاني أبدًا من النقص أو العَوز. هللويا
استخدمَ اللهُ داود في المزمور 23، ليقولَ إنَّ الله راعٍ لهُ، ولهذا لن يكونَ هناك عَوَزٌ أو نقصٌ في حياته. اجعل القدير مصدرَ إمداداتك؛ عندها ستبقى الحاجة وقلّة الظّروف الملائمة للعيش بكرامةٍ من الماضي، ولن تسمح لها بالعودة مرَّة أخرى. إذا عِشتَ بهذه الطريقة فلن تخافَ من المستقبل. وكما أعلنَ الربُّ، فهو يُلبس زنابق الحقل، ويُطعم طيور السَّماء، ويعتني بنا (متى 6: 28). بالتأكيد يريد أن يعتني بك.
عليك أن تثقَ في الربِّ ويجب أن يكون رجاؤك فيه حصريًا. الثقة تعني عدم الخوف من الغدِ أو من تهديدات العدوّ. فلا تنظروا إلى افتراضات الاقتصاديين أو إلى تزايد العنف والخطيئة التي تأتي علينا من كلِّ جانب. رجاؤنا يجب أن يكون كاملاً على ذاك الأمين الذي يتمِّم كلّ وعودهِ. أولئك الذين يثقون في الله ويأملون بهِ يعيشون حياة جيدة.
صنعَ الربُّ أمّةً عظيمةً من حوالي 100 نفسٍ أخذها من مِصر، ووضعها في كنعان، ثمَّ بدأ جيلًا جديدًا من المنتصرين. لقد دخل الله القديرُ إلى حياتك بنفس الطريقة ليغيِّر تجربتك بالكامل ولهذا السَّبب يجب ألَّا تفقد إيمانك أبدًا بأنك ستكون مباركًا وستكون بدورك أيضًا بركة للكثيرين. يجب أن يتركز رجاؤك على وعود الذي قال ذات يومٍ إنه سيعود لينتشِلنا من الوحل والمستنقع الذي نعيش فيه. احترِس!
لا توقف التغيير الذي بدأه القدير في حياتك؛ ولا شكَّ أنّه سيحزَنُ إذا فعلتَ ذلك. كُنْ قويًّا وثابتًا ولا تنظر أبدًا إلى الظّروف بشكلٍ سلبي، بل اعتبرها فرصًا وتحدّياتٍ لإظهار وممارسة وزيادة إيمانك بالله القدير. فمن خلال العيش حسبَ وعوده، ستكون الشَّخص الذي قصده الله وخطط لك أن تكونه. لماذا لا تفوز اليوم؟ اسلك حسبَ الطّريق.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز