رسالة اليوم

18/03/2025 - أكرِم أمانة الله

-

-

فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ (أرميا8:17)


ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ خدّام الله يتمتّعون بميزةٍ واضحةٍ في ضوء حقيقة أنه يعرف كيف يعتني بالذين يودعون إيمانَهم وثقتهم ومحبَّتهم فيه. إنهم يتمتَّعون بمكانة مميَّزة لأنّهم زُرِعوا بجوار المياه – أي الإعلانات التي يعلنها في كلمته. في ضوءِ هذا، يجب عليهم جميعًا أن ينتبهوا إلى ما سيسمعونه من الآب السَّماوي، وفي الوقت نفسه، يكونون مستعدّين لقبول وتنفيذ أوامره وتحدّياته. وهكذا سيكونون مباركين دائمًا.

تشبهُ الأشجارُ الأطفالَ حديثي الولادة الذين يحتضنون ثُديَ أمّهاتهم بشكلٍ غريزي ولا يحتاجون إلى أيّ تعليمات. فعندما يتوقفون عن البكاء بين ذراعي أمهاتهم، وبثقة هادئة، يشرعون في الحصولِ على التغذية الثّمينة من الثّدي. والأشجار بدورها تمدُّ جذورها نحو النّهر وتتمسَّك بحقِّها في شرب الماءِ. ومع ذلك، فإنَّ العديد من المسيحيين لا يقدّرون دعوة يسوع للمجيء إليه والشّرب من مياههِ.

أولئك الذين يرتدون ملابس جيّدة ودافئة لا يخشَون الطقس البارد بل يرحبّون به. وبالمثلِ فإنَّ الذي يتغذّى جيّدًا وينتعش في محضر الله القدّوس، لا يخشى وصول الحرّ. المسيحيُّ المنتصر لا يهتم أو يخاف من الشَّمس نهارًا أو القمر ليلاً لأنه يعلم أنّ الله يعتني به دائمًا، ولن يتخلّى عنه أبدًا. فكلُّ شخصٍ أمين للربّ يتمتع بالحضور الإلهي، وبالتالي لن يستسلم للعدوّ حتى لو بدتْ الظروفُ معاكسة في كلّ شيء.

يجبُ ألّا تنزعجَ من أعمال قوى الظّلام، فحتى لو كان الطقسُ مخالفاً أو معاكسًا، فيمكن للمخلّص أن يستخدمَ سلطته ويأمر بوقف العاصفة. علاوة على ذلك، يمكنه التّغلب على الموت وإعادة الحياة إلى لعازر. إنَّ روحَ ابن الله الحقيقي هي مُحِبّة وودودة ومشجِّعة دائمًا. نافعٌ لنا أن نكون بالقرب من شخص مثل هذا دائمًا، لأنَّ لطفه وطاعته يُظهران لنا أفضل طريقٍ.

إنَّ خدّام الله، مثل بلسمِ جِلعاد في الأيام التي يكثرُ فيها البؤسُ واليأسُ، وحيث لا يوجد عزاء، إذ يُنتجون بلسمًا يشفي جراحات النّفس، ينيرون العيون ويجلبون الأملَ والسّلام الهائل للنفوس بشكلٍ لم يسبق له مثيل. أمرٌ حسنٌ هو مقابلة هؤلاء الأشخاص لأنهم يغيِّرون الحياة الحقيقية. عندما يفشلُ كلُّ شيء آخر، يقدِّمون الحلولَ وتتوقف العواصف ويعود الطقس المعتدل.

خدّام الله القدير لا يكلِّون. عندما يقولُ الآخرون أنّهم لا يستطيعون تحمّل المزيدَ، فإنَّهم يُظهرون ببساطة تصرّفاتهم الهادئة ولا تظهر عليهم أيّة علامة على التّعب. هذه الأمثلة غير الأنانية تجعل الكثيرين يتوقفون ويغيّرون طريقة تفكيرهم، ويتوقفون عن الأنانية ويتحوَّلون إلى خدمة الآخرين كما ينبغي. لا يمكن للعالم أن يعيشَ بدون حضور وخدمة أولئك الذين يعرفون كيف يكرمون الربَّ الذي أبعدَهم عن الخطية.

أولئك الذين يتصرَّفون وفقًا لذلك ليس لديهم لحظة حزنٍ أو يأس. هذا الشخص مستعدٌّ دائمًا للامتثال وإنتاج ثمار دائمة. وهكذا فإنّهم محبوبون من القدير. كُنْ خادماً لتكون سعيداً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز