-
-
إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. (رسالة بطرس الأولى 2: 3)
إنّ القولَ بأنَّ الربَّ صالحٌ لأنك سمعت شخصًا يقول ذلك هو أمرٌ صحيحٌ، ولكن ليس كلّ شيء، لأنه بلا شكّ، من الأفضل أن نختبر هذه الحقيقة شخصيًا، في كلِّ يوم، وفي كلّ تجربة، يجب أن نفهم أنَّ ما سمحَ الله بهِ سيكونُ لخيرنا، عندما ندعو باسمه، فإنّه سيتحرّك وبالتالي سنتذوّق صلاحهِ في مساعدتنا.
يجب أن تتذوّق هذا الخير لكي توافق، بصدقٍ، على حقيقة أنه كلّ شيءٍ لك في هذه الحياة وإلى الأبد، إنَّ إيماننا بالمسيح ليس أعمى، بل أفضل ممّا يقدمه العالم لنا أو العدوّ، ومن ذاق الطيبَ الإلهي فلن ينساه، الربُّ هو كلُّ ما يحتاجه الإنسانُ.
كيف يمكن لأحدٍ أن يقول إنَّ الله قدوسٌ وأنه يحيا فيه إذا لم يذُقْ صلاحَه بعدُ؟ من المؤكد أنَّ هذا الشّخص يكذب لأنه لم يختبر الحقّ قط، نحن مدعوون لنرى أنّ الربَّ هو الشّافي وأنه يُنقذ وينجح ويحمي ويرزق ويخلّص، لذلك عندما نواجه شخصاً لديه مشكلةٍ ما، فإننا ببساطة ننصحه من كلّ قلوبنا كي يلجأ لله القدير.
يجب أن يكون الأمرُ كذلك دائمًا؛ فإذا قلنا أنه يشفي، يجب أن نقول ذلك بطريقة مقنعة لا تترك مجالًا للشّك لدى من يسمعنا، لماذا؟ لأنه شفانا، ولكن إذا كنّا دائمًا في صف الانتظار في عيادة الطبيب، فكيف يمكننا أن نعترف بقدرة الله على شفائنا إذا صلّينا ولم نشفى بعد، وأيضاً يجب علينا أن نمارسَ الغفران والازدهار وكلّ البركات الأخرى التي لنا في الكتاب المقدّس.
يعلنُ الكتابُ المقدّس أنّ بركة الربّ تُغني.. وهذا صحيحٌ (أمثال 10: 22). ولكن إذا كنتَ مديوناً ومظلومٌ ماليًا ومحبطٌ بسبب عدم قدرتك على شراء الضَّروريات الأساسية، فأنت لا تعيش بطريقة كتابية، إذا كان الأمر كذلك، فسوف تواجه مشاكل كبيرة يوم الدينونة لأنك لم تعدّ نفسك لخدمة الله، وغير ذلك، فإنّ هزيمة المسيحي تبعثُ برسالةٍ رهيبةٍ للجميع.
أولئك الضَّالون يراقبوننا ليرَوا ما يمكننا أن نقدّمه أو نعطيه، يجب أن نكون صادقين ومزدهرين ومقدّسين، لا شيء يجلب الحزنَ أكثر من عدم قول الحقيقة، ويجب ألّا يحدث هذا أبدًا للمؤمن الحقيقي بالإنجيل، حاول أن تطلب من الله الحلول لمشاكلك، وبذلك تكون بركة للآخرين.
إنّ الله صالحٌ في الأخلاق والنوايا وفي كلّ أفعاله، هناك ما هو أكثر بكثير ممّا اختبرناه أو سمعناه، ولكن إذا كنت لا تؤمن بالكتاب المقدّس، فسيعتقد الآخرون أنَّ الإنجيل كاذبٌ، يجب أن نحافظ على مسؤوليتنا في قيادة الآخرين إلى الحقيقة كما هي، وهكذا سنرى كثير من الخطاة يسجدون للربّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر سوارز