-
-
أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ، (رسالة بطرس الأولى11:2)
أولئك الذين استناروا بالكلمة وينتمون إلى ملكوتِ الله لا يمكن أن يلتفتوا لأعمال للشَّيطان، الذي يريد أن يهلكَهم. قد تكون رغباتك كبيرة وأحلامكَ شديدة، لكنَّ صلاة الإيمان ستثبت أنَّ الربَّ هو ملجأك في أوقات الضّيق، وحصنك، ومعونتك في أوقات الحاجة (مزمور 46: 1). هدفُ الشِّرير هو أن يفصل روحك عن الخالق إلى الأبد.
يُمكن أن يقدّم العدوُّ لك بعضَ المزايا لكي يصبح سيّداً لك. فالشَّيطان لصٌ وسوف يسرقُ منك ما أعطاك إيّاه سريعاً، ولمن ستشتكي أو ممّن ستطلب المُساعدة؟ عندما تلاحظ وجود خطرٍ، اهربْ منه. قد تكون نظرة واحدة فيها رسالة آتية من الجحيم. لذلك اطلب أن تسلك بالرُّوح، وتمتنع عن الشَّهوات الجَسدية التي لا تخضع للرُّوح القدس. لا تترك هذا لوقتٍ لاحقٍ. أسلِم نفسك لربّ الأرباب الآن.
كتب الرَّسول بطرسُ إلى شعب الله المحبوب الذين كانوا يجاهدون حتى لا يذوق إبليس طعم النُّصرة. عليهم أن يتذكروا أنّهم كانوا غرباءَ ونزلاء: كانوا في العالم، لكنّهم لم ينتموا إليه. يجب أن نتذكَّر هذا دائمًا، حتى عندما تأتي أفكارٌ شرّيرة وتبدو رغباتنا خارجة عن السَّيطرة، يمكننا أن نصرخ إلى القدير الذي يحفظنا من الشَّر. وسوف يستجيبُ صلواتنا.
لا تعيشوا مثل الضَّالين الذين يستمِعون للشَّيطان. فهذا أعظم خداعٍ عاشه الإنسان على الإطلاق. بعد أن يخطئ الإنسان، يصبح الشَّيطان الذي جرَّبهُ سيّداً له. ففي حالة سقوط الإنسان على سبيل المثال، رأى آدم أنَّ الخطة الإلهيّة له وللبشرية جمعاء معطّلة. وشعرَ بحزنٍ مريرٍ بعد أن علِمَ بمقتلِ ابنه على يدِ شقيقهِ. افهم هذا: الشَّيطان يسعى لفعلِ ذات الشَّيء معك. اصرخ للربّ واطلب الخلاصَ.
إنَّ إحدى أعظم التَّجارب التي أقامَها العدوُّ هي الشَّهوات الجسَدية. فمن المُحزن أن يستسلِم المخلَّصون لأكاذيب الشَّيطان، فيقعون في تجربة الاستماع إلى ما يقوله. وبالتالي لا يشعرون بحضور الله فيما بعد، ويبدؤون بفعل الأشياء التي يأمرهم بها سيِّدهم الجديد. ارحم يا ربُّ! اهربْ من كلِّ خداع. إذا لم تفعل ذلك، فسوف تسير نحو الهلاك الأبدي.
هناك طريقة واحدة فقط للبقاء طاهرًا: الامتناع عن الشَّهوات الجسَدية. وهكذا تُرضي الله فيُعطيك سؤلَ قلبك (مز 37: 4). قرِّر الآن أن تتخلّص من الشَّهوات الجسَدية. ولكن لكي تفعل ذلك، عليك أن تستخدم سلطان اسم يسوع. تصرَّف في هذه المعركة وكأنك توبخ السَّرطان. في الواقع، هذا ما يُسيء لروحكَ. كُنْ قويّاً واتّخذ قرارك.
كما هو واضحٌ في النَّص الكتابي الذي ندرسه، فإنَّ هدف الشَّيطان هو شنُّ حربٍ ضدَّك. فهو يعلم أنك إذا كنتَ في شركة مع الآب، فستكونُ خطراً على مملكتهِ. ولكن إذا كان حياتك بين يديه، فسوف تضلّ وستؤثر على الآخرين للاستسلام له أيضًا. احذر! لقد ذهب العديدُ من القراء إلى أبعد من ذلك. إن كنت منهم فارجع سريعًا إلى يسوع.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز