-
-
وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الافْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا. رسالة بطرس الأولى 2. 12
يجبُ أن نتعلّم كيف نعيش بين الناس، وخاصَّة أولئك الذين ما زالوا لا يعرفون إلهنا، لقد أمرَ يسوع أن نبشِّر بالإنجيل للخليقة كلّها، ومن المنطقي أن يشمل ذلك أولئك الذين ليس لديهم نفس العادات التي لدينا، وبالتالي نزدري بهم في كثيرٍ من الأحيان، عادةً يفعلون ويتكلمون بأشياء لا نحبّها، لكن يجب أن نجهِّز أنفسنا كي نربحَهم للمَسيح.
كثيرٌ من الناس الذين لم يسمعوا كلمة عن الله قط، سواء كانوا يعتبرون أنفسهم مسيحيين أم لا، يمارسون أشياء يدينها الكتابُ المقدّس، هذا لا يعني أنه ينبغي علينا تجنّبهم، ولكن عندما نخدمهم، يجب أن نكون متيقظين لئلّا نسمح لأنفسِنا بأن ننجرف وراء أعذارهم ومواقفهم الخاطئة، لا يمكننا أن نتمثّل في فلسفتهم، ولا نتبنى الممارسات التي يدينها الربُّ، حتى لا يوبّخنا الآبُ.
يجبُ أن نكون مستعدّين لِما سيتكلّمون به عنّا، وبما أنهم قد يأتون من خلفيات غير مسيحيّة، فقد يجدونَ ذلك غريباً عدم امتلاك نفس الممارسات الاجتماعية التي لديهم، بحسب الكتاب المقدّس، يجب أن نكون أنقياءً، كي نكون قدوة للذين لا يعرفون الحدود التي رسمَها الخالق، إذا عِشنا وفقًا للنمط الكتابي، فسوف نرضي الله ونظهر الحقَّ لهؤلاء الناس.
لقد سخِرَ الرُّومان من إخوتنا قديما لأنّهم كانوا موحدين لله، بالنسبة للذين عاشوا في روما، كان لا بدَّ من عبادة آلهة البانثيون الرُّوماني، وبنفس الطريقة، بما أننا لا نعيش في الانحلال أو الزّنا أو السُّكر أو المخدرات أو الممارسات غير الأخلاقية وغير الأمينة، فإنَّ العديد من غير المؤمنين يعتبروننا أشخاصًا غير طبيعيين، ولكن في الواقع، هم غير طبيعيين في مواقفهم.
إنّه لأمرٌ محزن جدًا أن يكون لدى بعض الأشخاص المخلَّصين نفس مواقف الضَّالين، المثال السَّيئ من شخص "مخلّص" سيدفع غير المؤمنين لفعلِ ما تدينه كلمة الله، وبما أننا ملحُ الأرض، فإنَّ نمط حياتنا أعظم وأفضل من نمط حياتهم، لا يجب أن نتبع ثقافتهم، بل بالحبّ والصَّبر، نقودهم للعيش بحسب الكتاب المقدَّس.
فكما كان التلاميذ الاثني عشر والسَّبعون الآخرون يذهبون من مدينة إلى أخرى، ومن قرية إلى قرية، يتحدَّثون عن يسوع، يجب علينا أن نفعل الشَّيء نفسه، لقد استخدموا القوَّة الإلهية في شفاء المرضى، وتوبيخ الشَّياطين، وإعلان ابن الله الآتي لزيارتهم، وأنّ الأعمالَ الاعظم ستحدث سريعاً، لقد أعدّوا الناس لتمجيد الربّ في يوم الافتقاد.
يجب أن نذهب إلى الضَّالين كي يزورهم الله، ويجب أن ندرك أنّ الله سيستخدم أناساً كانوا من بين الضّالين سابقاً، يحتاج العالم أن يرى فينا ما ظهرَ في يسوع، لكي يتمجّد اسمُ الله!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر سوارز