رسالة اليوم

30/03/2025 - كلماتُ فمكَ يمكن أن تكونَ ضارّة

-

-

«إِلَى مَتَى تَقُولُ هذَا، وَتَكُونُ أَقْوَالُ فِيكَ رِيحًا شَدِيدَةً؟

أيوب 8: 2

كان أيوبُ في وضعٍ صعبٍ، ومن لحظة إلى أخرى، لم يكن يتلقى سوى الأخبار السَّيئة، في البداية فقد قطيعه ورُعاته، ثم فقد أبناءَه وأخيراً فقد صحَّته، تصرَّفَ أيوبُ بشكل صحيح وحمى أبناءه بصلواته، في البداية نجوا، ولكن بعد ذلك أصابهم ضررٌ عظيم، في بعض الأحيان نرى أشخاصًا طيّبين يعانون من خسائر فادحة، بينما يبدو أنه لا يوجد سببٌ لذلك.

كخادمٍ للربّ، لم يقبل أيوبُ أن يفعلَ اللهُ ذلك به، في ذلك الوقت، كان يُعتقد أنَّ الخير والشَّر يأتيان من الله، لا يزال الكثيرون اليوم يؤمنون بهذه الطريقة، لكنَّ الشَّيطان حصلَ على "الإذن" من الله لتدمير حياة أيوب، الذي قاوم بالإيمان، حتى بعد أن نصحته زوجته أن يلعنَ الربَّ ويموت، طلبَ التوجيه من الله كي يفهمَ سبب حدوث ذلك.

يعلنُ الكتابُ المقدَّس أنّ اللعنة دون سببٍ لن تحدثَ (أمثال 26: 2)، لكنَّ أيوب أدرك ذلك لاحقاً (أيوب 3: 25)، اليوم، قد اكتمل الإعلانُ من الربّ، لذلك من يقع تحت أي تجربةٍ، حسبَ الكتاب المقدس، لن يجدَ فقط سبب حدوث ذلك، بل سيجد أيضًا طريقًا آمنًا للخروج من سيطرة الشَّيطان، افهم هذا: لا توجد معاناة من عملِ الله، بل من الشَّيطان.

تحدث الربُّ عن أيوب كرجلٍ أمينٍ وصالحٍ يتقي الله ويتجنَّب الشَّر، لكنَّ الشيطان حصل على إذن بالهجوم على أمواله وأولاده وصحّته، في النِّهاية، عندما فهم أيوبُ كيف يتصرَّف ليتخلَّص من هذا الوضع الشَّيطاني مصلّياً من أجل أصدقائه، لم يشفيه اللهُ فحسبْ، بل أعاد له أيضًا كلَّ ما سرقه العدوُّ منه.

عندما نكون تحتَ التّجربة، يجب أن نتجنّب فتحَ أفواهنا، حتى لا نتحدث بأشياء لا قيمة لها، ذهب أصدقاءُ أيوب إليه ووُبِّخوا على كلامهم، جيّد أن يكون لدينا أصدقاء في حضرة الربّ، يمكنهم أن يرشدونا من خلال الكتاب المقدَّس حتى نتمكّنَ من فهم سبب حدوث بعض الأشياء لنا، ويمكنهم أن يصلّوا لأجلنا، لقد كانت نصيحة بِلدَد جيدة، وتخدمنا أيضًا.

ينبغي على أيوب أن يتوقف عن الشّكوى ويطلب من الربّ الإرشاد الصّحيح، حتى ينهي هذا الهجوم الآتي من الجحيم، ويجب علينا أيضًا ألّا نتحدث على عَجَلٍ أبدًا، يجب أن نمتلك سلامَ الله في قلوبنا بشأن أيّ أمرٍ، بعد أن نصغي ونتأمل في إعلان الكلمة، إذا لم يكن لدينا اتّجاه واضح من السَّماء، فإنَّ الشَّيء الصَّحيح هو أن نبقي أفواهَنا مغلقة.

بالنسبة لبِلدَد، كانت كلماتُ أيوب مثل ريحٍ شديدة، وإعصار دمَّرَ المنازل والمحاصيل والأشخاص الذين كانوا بجواره، إنَّ الكلمات التي تأتي من قلبٍ يتأمل في إعلانات الله لها قوَّة أكبر بكثير ضدَّ الشَّر من تلك التي يتم التّحدث بها بسرعةٍ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر سوارز