-
-
"فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ لِلْمَلِكِ: لَوْ أَعْطَيْتَنِي نِصْفَ بَيْتِكَ لاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ"( الملوك الأول 13: 8).
كان يَرُبْعَامُ ملكاً مُستخدماً مِن قِبل الرَّبِّ لتَقسيمِ مَملكةِ إِسْرَائِيلَ، لِكنّهُ رَفضَ استِخدامَ الرَّبِّ لهُ، لأنهُ كانَ يَرغبُ في السُّلطةِ بِشدّةٍ، وبَدأ بِفعلِ مَالا يُرضي الرَّبَّ العَليّ. وعِندمَا سَمعَ كَلامَ نبيّ الله، وأرادَ أن يَضعَ عَليهِ يَدهُ، ولأنّ نَبيّ الله كَانَ مُخلِصاً للرَّبِّ، نُفِذَ الحُكمُ الإلهي، وكَانت النِّهايةُ حَزينةٌ.
انقسَمت أُمّةُ إِسْرَائِيلَ إلى مَملكتين في فَترةِ حُكمِ رَحُبْعَامُ، ابنِ سُليمانَ (وهَذا الأخِير في شَيْخُوختهِ ابتعَد كَثيراً عَن الرَّبِّ، وعَبَد الأوثَان، وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وهَذا التَقسيم قدْ أعَلنَهُ الرَّب على لِسَانِ أَخِيَّا النّبيّ.
تعرّض يَرُبْعَامُ للاِضطِهادِ مِن قِبلِ سُليمان، وخِلالَ حُكمهِ وضَعَ اِستراتِيجية لتَقسيمِ إِسْرَائِيلَ، بِحيثُ أخَذَ عَشرةَ أسَباطٍ مِن الإثني عَشر الذِينَ كَانوا يُشكِّلونَ إِسْرَائِيلَ، وبِدونِ إراقةِ نُقطةَ دمٍ، صَارَ مَلكاً عَليهِم. إنَّما لمْ يَسمحَ للرَّبِّ الإلهِ بِاستخدامهِ، ولمْ يَطلبَ المَعُونةَ الإلهيةَ ليُحافظَ عَلى مَملكتهِ، بلّ تَشاورَ مَع الاشَرّار، وكَانت النَتيجةُ أنّهُ أصبَحَ وثنيّاً وصَنعَ عِجلينِ مِنَ الذَّهب، وكان يُمكنهُ الحُصولُ على دَعْم الرَّبِّ لهُ، ولكِنَّ، العدوّ استعْملهُ ليُسيءَ إلى الرَّبِّ ويُغضبهُ.
فأيُّ شَخصٍ يُريدُ أن يَكونَ نَاجحاً في الحَياة، ومُستخدمَاً مِن الله، يَجبُ عليهِ أن لا يَدعَ الخَوْفَ ولا الجُبنَ يُسيْطِرانِ عَلى قَلبهِ. ولقدْ أظهرَ النَبيُّ شَجاعةً هَائلةً عِندمَا تَكلم مَع يَرُبْعَامُ، فَعِندمَا اُرسِلَ للمَلك، الذي قدْ وضَعَ السِّحْر وعِبادةِ الأَوْثَانِ في إِسْرَائِيلَ، لمْ يَخفْ مِما سَيحدثُ لهُ، وإنّما وبَّخَ المَلك وأثبتَ أنّهُ حَقاً كَانَ رجُل الله.
تَنبأ هَذا النَبيُّ الشُّجاع ضِدَّ المَذْبح. وأرَاد المَلكُ يَرُبْعَامُ أن يمَدَّ يَدَهُ عَنِ الْمَذْبَحِ قَائِلاً: «أَمْسِكُوهُ». فَيَبِسَتْ يَدُهُ الَّتِي مَدَّهَا. وأكَرمَتْ العَدالةُ الإلهيةُ نَبيَّ الله، وهَذا مَا يَحدثُ دَائماً عِندمَا يَتُركُ أحَدٌ نَفسهُ للرَّبِّ لكي يَسْتخدمهُ. إلاّ أنهُ، حَدثَ شَيءٌ سَيئٌ: عِندمَا أصَغى لكِلامِ الكاذِبِ مِن النَبِيّ الشَيْخ، وهَكذا، لمْ يُطع الرَّبَّ الإلهَ وكَانت نِهايتُهُ مُرعبةٌ (الملوك الأول 13: 11- 32).
صَلاتي مِن أجَلِكَ، أن لا يَحدُثَ هذا مَعَك! والرَّب سَوفَ يُعطي إِكْلِيلَ الْحَيَاة لكُلِّ اِلَّذِينَ كَانوا أمناءً إلى المَوتِ (يعقوب 1: 12؛ سفر الرؤيا 2: 10). وهَذهِ النِهايةُ الحَزينةُ للنبي يَجبُ أن تَكونَ كَإنذارٍ لنَا : لِذلكَ كُنْ الشَخصَ الذي دَعاهُ الرَّبُّ ليكونَ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز