-
-
"ضَلَّتْ غَنَمِي فِي كُلِّ الْجِبَالِ وَعَلَى كُلِّ تَلٍّ عَالٍ وَعَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ. تَشَتَّتَتْ غَنَمِي وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يَسْأَلُ أَوْ يُفَتِّشُ"(حزقيال 34: 6).
دُعينا نَحنُ للِخدمةِ. ولأنَّ الرَّب لا يشاءُ لخِرافهِ أن تَضِل، لذلكَ، يَجبُ البَحث عنْ الخِراف الضَّالة. وإحضارهَا لتكونَ مَعنا، لأنّهُ في بِعضِ الحَالات، اِستعادةُ التَائهين أكثرُ صُعوبةً من اِستردادِ المَفقودين، لِذلكَ، لندع رُّوحَ الرَّاعي الصَّالح تَسكنُ فِينا.
مِن إحدى أسبابِ خَلاصِنا هو أن نَخدُمَ الآخرين. فلقدْ أوصَانا يَسوعَ أن نُحبَّ قَريبنَا كمَا أحَبنا هُو أيضاً (يوحنا 15: 12)، لِذلك يَجبُ أن نَسعى لانِقاذهِم من يد العدُّو. تَرك يَسوع مَجدهُ، وولدَ وعاشَ بيننا، أكلَ مِن طَعامِنا، تَواصل مَع الأشخاصِ الأشرَّار والبُسطاءَ، ومَات من أجِلنا، لكي يُخلّصنَا من مَملكةِ الظُلمة. ولذلك، فإن كُلّ ما نَفعلهُ من أجل الضَائعين يَكونُ قليلاً جداً مُقارنةً بما فَعلهُ الرَّبُّ من أجلّنا.
يَجبُ أن يَكونَ الرَّب يَسُوع مِثال يُقتدي بهِ كلّ المُؤمنين الذينَ يُريدون إرضاءَ الرَّب. ولا يُمكننا القُبول بِأن تُصبح كَنائسنَا أنديةً للمُخلّصين. بل يَجبُ أن تَكون أمَاكن لاِستقبالِ الضَائعين، وغَسْلِهم بالماءِ الحَقيقي - أي بِكلمةِ الرَّب-، ومَسْحِهم ببلسمِ جلعاد ومُستعدين ليَكونوا أيضاً، مُنقذينَ لخرافٍ أخرى من مَخالب ذِئاب الجَحيم.
فلو كانْ لمُزارع مِائةِ خَروف وضاعَ مِنْهم واحِد، أفلا يَتْرك 99 خَروف في الحَظيرةِ، في أمانٍ تامٍ، ويَذهبُ للبْحث عنْ الخَروف الضَّال. ويَسيرُ بينَ الجِبالِ والوديانِ في وسطِ الغابةِ وفي الأمَاكنِ الخَطيرةِ حتى يَعثر عَليهِ. وإذا وجَدهُ، إِنَّهُ يَحْملهُ ويَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلَّ (متى 18: 10- 14). ولِذلك يَجبُ أن يَكونَ لدينا مِثل هَذه الرُّوح في قُلوبنا التي للرَّاعي الصَّالح. حَتى لو اِعتبرنَا أنّهُ أو أنَها مِن قَذارةِ المُجتمعِ لا يَجبُ علينا أن نَتركُهما للضَّياعِ، لأنّ الرَّبَّ لا يشاءُ أن يُهلك أحداً من أتباعهِ. لأنّهُ كَالرّاعي الصَّالح، الذي لا يَكِلُّ ولا يَتعبُ من البَحث عن الضَّالين ويُقدّمَ لهُم المَحبةَ. فالرَّبُّ يَكرهُ الخَطيئة، إنّما يُحبّ الخُطاة – الذين يَقعوا في الخَطأ، ولم يَقدروا على فعلِ مَشيئتهِ. حتى في كَنائسنا، هُناك أيضاً أشَخاصاً يَقعونَ في الخَطيئةِ ويَنجرفونَ وراء أشخاصٍ آخرين في عِلاقاتٍ سيئةٍ. إنّها خِرافٌ تَعيشُ بِالقربِ مِنا، لكنها ضَلّت الطَريق؛ فَهُم بِحاجةٍ أيضاً للبَحثِ عَنْهُم ومُساعدتِهِم، وعِلاجِهم بالدّواءِ المُناسبِ، وإعادةِ عِلاقتهم بِالرّوحِ القُدُّسِ.
إنهُ لا يُوجد سُرورٌ أعظمُ من أن نَجعلَ الرَّبَّ يَبتهجُ. لأنّ السَّعي ورَاء الخِرافِ الضّالة، والبحثِ عَنْها وإعَادتِها، هو مَا جَعلنا نَأتي إلى هَذا العَالم. فَمسرّةُ الرَّبِّ الإله قدْ تَمّت بِحياةِ يَسوعَ على الأرضِ ويَنبغي أن تَتمّ بِحياتِنا أيضاً. وأيّاً مَنْ كُنْت، اِبحث عنْ الخَروف الضَّالّ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز