"الضَّارِبُ الشُّعُوبَ بِسَخَطٍ ضَرْبَةً بِلاَ فُتُورٍ. الْمُتَسَلِّطُ بِغَضَبٍ عَلَى الأُمَمِ بِاضْطِهَادٍ بِلاَ إِمْسَاكٍ"(إشعياء 14: 6).

يَتحدّثُ النَص المَذكورُ أعَلاهُ عنْ الشَّيْطَان. فقدْ أصِيبَ العدُّو بأعظمِ ضَربةٍ بموتِ يَسوعَ على الصَّليب. لقد كان يَتصرّفُ بِمطلقِ الصَّلاحيةِ، يَظلم ويُهلك كُلَّ الأشياء. إلاّ أن، يَسوع أزالهُ عنْ العَرْش، وعُزِل مِنهُ سُلطانهُ. لِذلك، لا يَنْبغي على أيِّ ابْن للرَّبّ أن يَخضعَ لهُ. فَانتصارُ الرَّبّ يَسُوع على الشَّيْطان كَان مِن أجَلنا.

اِرتكابُ آدمَ للخَطيئةِ، أدَخل الشَّيْطان إلى العَالم (رومية 5: 12) وأصَبحَ يَتصرَّفُ كَأنهُ صَاحبَ كُلَّ شيءٍ، يُعذِّبُ جَميعَ الذينَ نَقضوا العهدَ الذي أقَامهُ الرَّبُّ مع الإنْسان. لكنْ، عِندمَا بَذل يَسوعَ نَفسهُ على صَّليبِ الجُلجثة مِن أجْل البَشَرِيَّة، أُصيبَ رَئيسُ مَملكةِ الظُلمة بِضربةٍ عَظيمةٍ: وفقدَ سُلطتهُ على الإنْسان (رومية 5: 17- 19). لِذلك، لا يِنْبغي على المَسيحيين اليَوم، الخُضوعَ لمشيئةِ الشَّيْطان.

يَسُوعُ وحدهُ له كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ (متى 28: 18). وكُلُّ الذينَ يتَغيّرون ويَصيرون أبناءً للرَّب لا يَجبُ أن يَهابوا الشَّيْطان ولا تَهْديداتهُ، إنّما يَجبُ عَليهِم، أن يُصمِّموا بِعزمٍ عَلى الخُروجِ من الشرّ باِستِعمالِ اسْمِ الرَّبِ يَسوع.

أمّا هَزيمةُ المَسيحِ للشَّيْطان، كَانت أعَظمُ مِما يَعلمهُ الأشَخاصُ في الظَاهرِ. فقدْ عَزلهُ عنْ عَرشهِ وألغَى السُّلطةَ التي حَصلَ عَليهَا المُجَرِّب عِندمَا رَفضَ الإنْسانُ الأول إطاعةُ الرَّبِّ. فالمعلمُ لمْ يُحرّرنَا إلى الأبَدِ مِن سُلطانِ الظُلمةِ فَحسبْ، وإنَما أعَطانا أيضاً القُدرةَ لنَطردَ الشَّياطِين ونَشفي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ (متى 10: 1).

يُولدُ مِن الله كلّ من يَتغيْر، ولِذلك لا يَجبُ أن يَخضعَ لكُلِّ التَجاربِ الشَّيْطانية. ولا يَقدرْ الشَّيْطانُ أن يَمْتلكهُ، أو يَدخُل حياتهُ أو يَمسُّ الأشياء التي تَخُصُّهُ. فهو لا يَستطيعُ أن يَعمل شَيئاً إلا عِندمَا نَسمحُ لهُ، ويَحدثُ هَذا السَّماح بسبب الخَوفِ (الذي يَعني أننا نَشُك في المَسيحِ).

يجبُ أن نَفهمَ أنَّ الرَّبَّ الإلهَ ليْسَ بِحاجةٍ، لأن يَهزمَ المُجَرِّب، إنّما فَعلَ هَذا مِن أجْل خَيْرنا. إذاً، اِنتِصارُ المُخلّصِ على إبْليسَ وأتباعِهِ، وكَذلك على جَميعِ أعَمالِهِ، أُضيفَ لِحِسابِنا. ممَا يَعْني أنّنا نَحن بأنْفسنا قد قُمنَا بهذا العَمل. وفِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا (رومية 8: 37).

الآن، الشَّيْطان المُضْطهِد مَطْرودٌ وقَدْ دِينَ (يوحنا 16: 11) وطُرِحَ خَارجاً (يوحنا 12: 31).

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز