-
-
"إِنَّكُمْ قَدْ شَبِعْتُمْ! قَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ! مَلَكْتُمْ بِدُونِنَا! وَلَيْتَكُمْ مَلَكْتُمْ لِنَمْلِكَ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكُمْ!"
(1كورنثوس 4: 8)
نقَرأ في هَذه الرّسالة، أنّ الأخَوة في كُورنثوس اِتّخذوا قَراراً غَير صَائبٍ: بأن ظَنوا أنّ الازدِهارَ الذي كَانوا يَعيشونَ فِيه يَعفيهم من طاعةِ الرُّسلِ، والتَّعمقِ في كَلمةِ الرَّبِّ أيضاً. فَقد كان مِن المُمكنِ أن يَكونوا شَباعَى ويُصبحوا أغنياءَ أيضاً، لكِنْ كان يَجبُ عليهم أن يَطلبوا ويَمتلكوا بِغنى مع خُدامِ الرَّبَّ. لكنَّ، القرار الذي اِتخذوهُ كانَ خَطيراً، لأنّ قَرار الاِستقلالِ الذي يَتّخذُهُ البَعضُ عِندما تَتحسّنُ ظُروفهُم، قدْ يَكونُ فَخّاً من العَدوِ ليُكونوا بِمُفردهِم سَاعة التَجربةِ.
تُعلّمنا الكلمة أنَّ بَرَكَةُ الرَّبِّ تُغْنِي (الأمثال10: 22). إذاً كُلُّ الذين يَتغيّرونَ ويَعرفونَ الرَّب، يَجبُ أن يَنتظروا التَغيير في حَياتِهم، وهَذا لا يَحدثُ في لحَظةٍ واحِدةٍ. ولكنْ يَجبُ أن يُؤمنوا بأنّ لهُم البَركات ويُطالبوا بِها، لأنَّ كلمةَ الرَّبِّ تُعلنُ، أنّ من يُؤمنُ سَيرى مَجد الله (يوحنا 11: 40). وأيضاً، كَذلك الذينَ لا يُطلبونَ المواهبِ الإلهيةِ لا يَحْصلونَ عَليها. (1كورنثوس 12: 31) و المَسِيحِيّ الكَسُولُ الذي لا يُكرّسُ نَفسهُ ولا يُطالبُ بَما هو لهُ، لا يَحصلُ على شيءٍ. فيجبُ أن نَسعىَ للانْتصارِ، ونُطالبُ الرَّبَّ بالاستِجابةِ لنا، سِواءَ من خلال الصّلاة أو الصَّوْم.
في واقعِ الأمرِ، عِندما يُصبحُ الشَّخصُ ابناً أو ابنةً، يُصبحُ مَلِكاً أو مَلِكةً وكَاهناً للرَّبِّ (الرؤيا 5: 10)، ولكنْ لا يُمكنهُ مُمارسة هَذا الحُكم خَارج نِطاقِ الإيمانِ. والشَّخصُ الذي يَستخدمهُ الرَّبُّ الإلهُ ليَقودَ النَّاس من الظُّلماتِ إلى نُورِ المَسِيح، يُمكنهُ أيضاً أن يَستخدمهُ لكي يَتأكد من أنَهُم يَعيشونَ أحَرراً. لِذلك، فَفرصَتهُ في الفَرحِ بِنجاحتهِ الرُّوحيةِ كَذلكَ المَاديةِ أيضاً.
نَجدُ عَادةً أشَخاصاً لا يَعرفون قُوّة الكِتابِ المُقدسِ، ويَتساءَلونَ عن رِسالتهِ الايجَابية للإيمان، لأنَّهُم كَاَنوا يُؤمنونَ بِالبؤسِ والشَّقاءِ، ويشهدونَ عنْ الإنْجيلِ الذي نُبشرُ بهِ، أنّهُ ليسَ أكثر من مَا يُدعَى بِازدهارِ اللاّهُوت. وبِالمُناسبة هَذه الحَقيقةُ في مُنتهى الخُطورةِ: لاهُوتِ الفَقرِ ضِدَّ لاهوتِ الازدِهار. بَيْنما مَنْ يَدرسُون الَكلمةُ المُقدّسةُ بِعقلانيةٍ يَعرفونَ أنَهُم لا يَجِدونَ تَفسيراً للأحداثِ المَاضيةِ، بِالرُّغْمِ من أنّ الإنْجيل يُؤكد أنّهُ صَالحٌ كنموذج لأيَامنا الحَاضرةُ أيضاً .
يُبشرُ "حُكماءُ" هذا العَالم بلاهوتِ الفَقرِ، الذي لا يُوجدُ لهُ أيُّ أساسٍ في الكتابِ المُقدّسِ. بَينما، حُكماءُ الرَّبِّ الحَقيقيين الذينَ يَخْدمونهُ بِخوفٍ ويَملكونَ مع المَسيحِ، على يَقينٍ تام بأنَ نَجاحهُم في الإيمانِ يَزيدُ مَخافتهُم للرَّبِّ الإلهِ.