-
-
"فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْز" (يوحنا 6: 34).
البَحْث عنْ الْخُبْز الذي يُشبعُ الجُوعُ الجَسدي يَنبغي أن لا يَكونَ هَدفُنا، لأنَّ الرَّبُّ الإله هُو الطَعامُ الحَقيقي، الذي قَال أنهُ لا يَمنعهُ عن أحد. وعدمُ الفَهمِ هو مَا يقودُ الإنْسان للخَطأ، لِذلكَ يا إخوتي، يَجب أن يَكونَ هَدفكم العُثور على هَذا الطَعام بِجدارة.
شَرحَ يَسوع هُنا للجُموع عنْ أنهُ يَنبغي أن نَسعى للحُصولِ على الطَعامِ البَاقي للحَياةِ الابديةِ، وبَعدمَا قَالَ هذا سَمِع يَسُوع الشَعْب يطلبُ مِنهُ هَذا الخُبز. إن كَلمةَ الرَّبِّ هي الطَعامُ الذي سَيُرافِقنا إلى الأبديةِ. هَكذا كمَا الخُبز الطَبيعي أيضاً هُو مَصدرٌ هامٌ لغذاءِ أجسادِنَا، كذلك الخُبز الرُّوحي - هو يَسُوع (العدد 35) - لأنّهُ ضروري ليُشبعَ أرواحنا. وبِدونهِ نُصبحُ ضُعفاء وتَسهلُ هَزيمتنا أمام المُغْريات.
لا يَنْبغي أن نَبحثَ عنْ الرَّبّ الإله ونَطلبهُ من أجل الغذاءِ الجَسدي، لأنهُ من الطَبيعي أن يَمنحنَا هَذا الطَعام، إنّمَا الصَّواب أن نَسعى بِاجتهادٍ لنَحصُل على اِعلاناتٍ من الكتابِ المُقدسِ، التي فِيها الخيرُ العَظيم لأرواحِنا. أمَا الحِكمة التي سَوف نَقتنيها مع كُلِّ ما يُقدم لنا على مَائدةِ الرَّبِّ الإله سَتُرافقنا إلى الأبد.
لمْ يَفهمُ الكثيرون مِنّا أنَّ المُعجزات التي تَتحققُ كإجابةٌ لصَلواتِنا ليْست هي كُلّ شيءٍ يَستطيعُ الرَّبُّ أن يَفعلهُ من أجلنا. ولكنْنا يَجبُ أن نَطلبَ الفهم الذي يَأتي إلى قُلوبِنا لأننا نُصغي إلى الكلمةِ المُقدسةِ، لأنّهُ هو الذي سَوفَ يُرافقُنا إلى الأبدِ.
يُعلّمنا الكتاب المُقدّس أن شَعبَ الرَّبِّ يَهلك بعدمِ المَعْرفةِ (إشعياء 4: 6). وعَادةً مَا يَضعُ الشَّخص اللّوم على الشَّيْطان عِندَ فشلهِ، إنّما بِعدم قِراءةِ الكَلمةِ والتأمُلِ فِيهَا، يَضعفُ الإنْسان كَثيراً، وأيّ شَّيْطان حَتى وإن كَان غَبياً سَينتصرُ عَليهِ بِسهولةٍ. أمَا إذا تَغذى الضَّعيف على الخُبز الحَيّ سيُصبحُ قَوياً.
يُعلنُ لنَا الكِتابُ المُقدّس أنّهُ في المَاضي، كانَ شَعبُ الله يُهزَمُ لعَدمِ وجُودِ الغِذاءِ الحَقيقي. لكنْ، عِندمَا يَتناولُ الإسِرائيليونَ الغِذاءَ السَّماوي، ينالون القوّة، ويَجعلونَ العَدُّو يهرب من أمامِهِم. ويأتي الجُوابُ على يدِ الأنبياءِ الذينَ كانوا يُحْضِرونَ رسَالةِ الرَّبِّ. ومَنْ يأكلُ مِنهُ، يَصيرُ قَادراً ويُستجابُ لهُ، لأنَّ بَابَ السَّماء لا يُغلق أبداً لِمنْ لهُ إيمان، وسَوفَ يَكون مَفتوحاً دَائماً لمنْ يَقرعُ عَليهِ (متى 7: 7).
لذلك، يَنبغي عَلينا الاجتهاد للعثورِ على الطَعامِ الحَقيقي لاحتِياجَاتنا. ولنْ يُمنعُ هذا الخُبز عن أحدٍ، لأنه سيُشبعُ جُوعَ أنفُسِنا للبِرّ والحقّ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز