قوة الإيمان

مَشيئةُ الرَّبِّ أن لا يَهْلك أحَد، وأنَّ الجَميعَ يَخْلصون. إذاً، فيجبُ عَلينَا الحَذر. ولذَلك، من يُفلحْ يَجبُ عَليهِ أن يُثَبِّتْ الآخرين، لأنّهُ لو تَوقفَ الأمرُ على مَشيئةُ الرَّبِّ، فلا أحَد يَذهب إلى الجَحيم، وخُصوصاً أبناء الرَّب. فبالإضافةِ لهذهِ الآيةِ، يُعطينا الله أيضاً العَديد منَ التَوجيهاتِ التي يَجبُ أن نَلتزمَ بِها لنُحققَ الفَوزَ. والحَكيم يَجبُ أن يَكونَ سَاهراً. وأخيراً، الرَّبُ الإله لا يُريدُ أن يَرى الإنْسان في الهَلاكِ الأبدي. فقدْ سَبقَ وأرسلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ يَموتَ من أجلنَا، وليُحرّرنَا من الخَطيئةِ ومنَ المُوت الأبدي (يوحنا 3: 16). وحَتى لو كانَ هُناك خَاطئ واحد فَقط، لكانَ الرَّب الإله أرسَلَ يَسُوع ليَسكبَ دَمهُ الطّاهرَ عنهُ.

إنّ من يُريد الخَلاص يَجبُ عليهِ أن يَتمسّكَ بالمشيئةِ الإلهيةِ ويُصلح نَفسهُ، لأنهُ في يَومِ الدَّينونةِ، لنْ يكونَ هُناكَ رَحمةٌ. والوقتُ الآن مُتاحٌ لكي نَكونَ جَاهزين! ولِذلكَ، كُلّ من يترك الأمور إلى آخر الوَقت قدْ يُفاجَأ عِندما يَرى أنّ الأوان قدْ فَات. وبِما أنّهُ لدينَا فُرصةٌ، فَمنَ الأفضلِ أن نَعملَ ونَستعدّ الآن. وأتمنَى من كُلِّ الذين قَرّروا الاِعتِرافَ بالمَسِيح، أن يَقومُوا بِفحصِ أنِفسهُم ،ومَعرفةَ مَدى اِستعدادِهم لِذلك اليَومِ العَظيم. والآن، إن كُنتَ تَعيشُ في خَطيئةٍ ما، فأصلِح نَفسكَ.

اِنتبه إلى هَاتين الوَصيّتين اللتين قَدّمهُما الرَّبُّ يَسُوع: اِسهروا وصَلّوا (مرقس 13: 33؛ 14: 38). فَأول شيءٍ يَجبُ أن نَهتمَ بهِ هُو السَّهر، وبَعد ذَلك تَأتي الصّلاة. فَيجبُ أن نَتأكدَ إن كُنا حَقاً، نَتبعُ الرَّبَّ الإلهَ، ونَعملُ بِمشيئتهِ ونَأخُذ البركاتُ التي أعَطاهَا لنا أم لا. وأخيراً، لنْ نَسمحَ لأَحَدٍ بأنٌ يَأْخُذَ إِكْلِيلنا (الرؤيا 3: 11).

بِإصلاحِ أمُوركَ مع الله، تُصبحُ جَاهزاً لمُساعدةِ الآخَرين وتَحذيرهُم من الهَلاكِ. ولِذلكَ، يَجبُ عَلينَا أن نَكونَ أقوياء كًلَّ يومٍ، وجَاهزينَ أن نَخدمَ إلهَنا أكثر وبِطريقةٍ أفَضل، ونَفرحُ بالانتصاراتِ التي نُحقّقُهَا. والتي إن لمْ تَكُن مُتقنة، فهي تَدلُّ على أننا في الطَريقِ الخَاطْئ، فَكلُّ خطوة نَخطوهَا، بَعيداً عنْ الرَّبِّ، تَقودنَا إلى الهَاويةِ. فلا تَدْع الآبَ يَعْثرُ على أعمالٍ خَاطئةٍ في حَياتِكَ. وأفعل مَا أمَركَ بهِ، وسَتجدُ أعَمالكَ التي عَملتهَا بإتقانٍ في بَيتِ الآبِ.

إنّ أفضلَ وقتٍ لإصلاحِ أمورِكَ مَع اللهِ هو الآن. فَليسَ هُناك مَا يَستحقُ أن تَتركهُ مِن أجلهِ مرةً اُخرى. إذاً، لمَاذا لا تَحْني رُكبتيكَ الآن وتَعترفُ للآبِ بِجميعِ خَطاياكَ، وتطلُبُ منهُ أن يَصفحَ عَنْك ويُطهّركَ مِن أعمالِ الشرِّير؟ لا تَفعل مِثل العَذارى الجَاهِلات، اللّواتِي حَسب ما ذُكِر في المَثل، كُنَّ غِيرَ مُسْتَعِدَّاتُ، لِذلكَ لمْ يَشْترِكنَ في العُرسِ(متى 25: 1- 13)، لِذلكَ اِستيقظ يا أخِي، لتَحصلَ على الخَلاصِ الأبَدي!

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز