-
-
"لاَ يَزْدَرِ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَدِنْ مَنْ لاَ يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ - لأَنَّ اللهَ قَبِلَهُ".(رومية 14: 3)
تُعرقل العَادات والتَقاليد النُموَ الرُّوحي لكثيرٍ منَ النَاس، ولا يَستطيعُ الإنْسانَ مِن خِلالهُما أن يَحصُل على الأفَضل، فَكُل مَا عَليك فِعلهُ، هُو أخذ فَقط مَا أعَطاكَ إيّاهُ الرَّبّ، ولِذلك، كُنْ حَريصاً ألّا تَقعَ تَحتَ تَأثيرِ الجَسدِ، ولِذلكَ، لا تَنفصل عنْ يَسُوع أبَداً.
وَاجه شَعْبُ الله مُنذُ بِداية الكَنيسةِ المَسيحيّةِ الأولى، صُعوباتٍ مَع أولئكَ الذينَ يَعتقدونَ أنّ بَعضَ العَاداتِ اليَهوديةِ المُعينة يَنبغي أن تَكونَ جُزءًا مِنَ العبادةِ المَسِيحيّةِ. وكانَ هَذا سَبباً للانشِقاقِ والعَداوةِ، والخِلافاتِ والاِتهاماتِ المُتبادلةِ. ولِذلك، كُلّ أولئكَ الذينَ لا يَنمونَ روحياً ويَجعلونَ أسَاس إيمانِهم عَاداتِهم وتَقاليدِهم، ووصَلوا إلى الاعتِقاد بأن مَن لا يَتبعُ تَعاليمَ الكنيسةِ، فهو مَحكومٌ عَليهِ بالعذابِ الأبدي.
يُكافحُ الإنْسان في كُلِّ الأديان لكي يُرضي اللاهُوت، ويَصل إلى مَا هُو فَوقَ حُدودِ عَقلهِ، وقدْ يصل إلى دَرجةِ الجُنون، فعَلى سَبيلِ المِثال، في القُرونِ الوِسطى، عِندمَا قَامت الكِنيسة بِتعذيبِ وقَتلِ مَلايينِ الأشَخاصِ باستعمالِ "اسمِ الرَّبِّ"، ولأَن الكثيرينَ يُؤمنونَ بأنَ هَذا التَصرف هو الطَريقةُ الصَحيحة للإيْمانِ. وباسمِ "المَحبةِ"، صَنعُوا شرّاً للعديدِ منَ الضَّحايا، الذينَ رُبما، يُحبونَ الله أكثرَ مِنهُم. ولحَسمِ هَذا النَوعِ مِن المَشاكلِ: مَا عَليكَ سِوى اِتباعُ مَا تُعلنهُ لكَ كَلمةُ اللهِ!
أرادَ الرَّسُول بُولس تَحذيرَ المؤمنين في غَلاطيةِ، الذينَ كَانوا يَتردّدونَ على الأشَياءِ الضَعيفةِ الهَشة ويُريدونَ أن يُستعبدَوا لهَا مِن جَديد، فَعِندما كَانوا يَحتفلونَ على سَبيلِ المثالِ بِأيامٍ وأشهرٍ ومَواسمِ وسِنين الخ. (غلاطية 4: 9-10). وقالَ لهُم الرَّسُول أيضاً أنّ قَليلَ الفَهمِ يَأْكُلُ بُقُولاً. (رومية 14: 2). لكنْ، حِينمَا أرسَل الرَّبَّ بُطرُس ليَدخلَ لبَيتِ كِرنيليوس، قَائدَ المِائةِ الرُوماني، أمَرهُ أن يَذبح ويَأكل كُلّ الحَيوانَاتِ التَي كانَ يُحرّمُها النَامُوس (أعمال الرسل 10: 9- 16). وهَذا مَا فِيه الكِفايةُ لنَفهمَ أنّ جَميعَ الأكل طَاهِر. الخَطير في الأمَر هُو أن المَسيحي يَنسى أنّهُ دُعيَّ لخِدمة الله، وليْسَ لتَعاليم بني البَشر.
كَثيرونَ يَحفظونَ أنَّ الأشياءَ المَحظورة في العَهد القَديم والتي لا تَصلحُ لنا(أعمال الرسل 15: 28-29) ويُريدونَ مِن شَعبِ الله أن يَحفظها. أولئِكَ الأشَخاص بَعدمَا اِبتدأوا بِالرُّوح يُكملونَ الآن بَالجسدِ (غلاطية 3: 3- 5). والأخطرَ من هَذا وهُو المُهم أكثر مِما يَعتقدون، أنَّهُم يَجعلونَ الكَثيرين يبَتعدونَ عنْ الرَّبّ يَسُوع (غلاطية 5: 4).
يُخطئُ الشَّخصُ الذي لا يَرى أيّ شَيء في أكلِ اللحُوم - ولا يُحافظ على تَعاليمِ النَاموسِ الأخرى – وأيضاً الأخَر، الذي لا يَأكُل اللّحُوم ويَحافظ على وصَايا النَامُوسُ قَديماً. وفي هَذا العَدد الذي نَدرسهُ اليَوم، يُبينُ لنَا الرّسُول بُولس أنهُ لا يَنبغي عَلينا أن نَزدرِ أو نُدِنَ كِلاهُما، والمُهمُ أننا نَنتمي للرَّبِّ يَسُوع. والأفضل، يَا أخي العَزيز، أن لا نَنْفصلَ عنهُ أبداً، سِواءَ كُنا أقوياءَ أو ضُعفاءَ في الإيمانِ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز