-
-
٩ أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ،١٠ فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا. الأمثال (10-0:3)
سمعتُ العديد من رِجال الله يعظون عن هذه الآيات، ويربطونها بالأمور الماديّة، وهذا يبدو منطقيّاً، فالشّخص الذي يُكرِم الرّبّ مِن مالِه ومن كلّ باكوراتِ غلّتِه، ستمتلئ خزائنَه شِبْعاً بِلا شكّ.
عندَما كنتُ أُحَضّر لإحدى العِظات في حيّ شعبيّ في ساو باولو، كلّمني الرّبّ لأعظ عن هذا العدد في تِلك الخِدمة، فعندها فهمتُ معنى كلِمة "مالك"، إنّها تعني كلّ ما نملك. يُقصَد بهذه الآية كل ما تجنيه يداك ويُصبِح مُلكك، ربّما يكون مُلك مادي أو مُلك روحي، كإعلان ما من كلِمة الرّب إلى قلبِك، كلّ هذا يجب أن نمجّد الرّب به. لكنّنا نُخطئ عندَما نعتَقِد أنّنا لسنا بحاجة لتقديم أموالنا لنُكرِم الرّب، فعلينا ألّا ننسى أنّ كلّ شيء للرّب، وإن سمح لنا بأنْ نجني شيئاً ما، فهذا لأنّه يثِق بنا أنّنا سنستخدمه لمجده، فمن نحن بدون الرّب؟ ألا توافقني؟
يجب أن نُكرِم الرّب من كلّ باكورَاتِ غلّاِتنا، كمَا فعَل خدّام الرّب في القديم بمحصولِهم، وذلك من أول مرتب، وليس كلّ المرتّب الشّهري، بل لنفرض أنّ المرتّب يوميّ، فيجب أن يُقدّم اليوم الأول لتكريم أبانا السّماويّ، هذا ما ندعوه "التقدمة". و بما أنّنا نتكلّم عن التقدِمات فعلينا أن نذكر نسبة عُشر المرتّب، التي تُدعى العشور، يجب أن نقدمها لبيت الرّب فورَ حصولِنا عليها.
يمكن للمحامي أن يُكرم الرّب بخبرته من خلال مساعدة المحتاجين، وذات الشيء بالنسبة للطبيب، والمهندس وأي مِهنة أخرى يختارها الرّب لهم، فقد اختاروا مهنتهم بإرشاد من الرّوح القدس. عندما نقرأ في الكتاب المقدّس، نُدرك أنّ المسيحيين القدماء كانوا يساعدون من لديهم مشاكل:
٩ فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ، وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ. ١٠ غَيْرَ أَنْ نَذْكُرَ الْفُقَرَاءَ. وَهذَا عَيْنُهُ كُنْتُ اعْتَنَيْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ. غلاطية (10-9:2)
فقد وعدنا الرّب، أن خزائنناً ستمتلئ شِبعاً ومعاصرنا ستفيض مِسطاراً (أي شراب العنب النقي). فإذاً، يجب أن تكرم الرّب من كلّ ما تجنيه يداك من أجل تتميم عمله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز