-
-
"لِمَاذَا أَخَافُ فِي أَيَّامِ الشَّرِّ عِنْدَمَا يُحِيطُ بِي إِثْمُ مُتَعَقِّبِيَّ"؟ (مزمور 49: 5)
عَاشَ مُرنّمُ المَزاميرِ قَبل صلبِ المَسيحِ على الجُلجثة، وكانَ لديهِ ثِقةٌ كَاملةٌ بالله. ولِذلكَ، لمْ يَكُن يَخف مِن أيّ شرّ. فقرِّر أنتَ أيضاً، أن لا تَخفْ أبداً ! وصَمِّم على أن تَجتاز الأزمَة دُون أن تَفتحَ البَابْ للخُوف. لِذلك، احترز من المَكايد فقدْ تأتي أيامُ الشرِّ. فالإيمان هُو الطَريقُة للحَياةِ بِدونِ خوفٍ
قبل تَضحيةِ يَسوعَ على الصَّليبِ في الجُلجثة، كانَ العدوُّ يَتصرَّف في العَالم بِقدرةٍ مُعينةٍ. لكنهُ غُلِب بَالرَّبِّ يَسُوع، ولمْ يَعُد اليوم قَادراً عَلى فعلِ مَا كان يَفعلهُ في المَاضي. ولكنْ، لأولئكَ الذينَ لم يَرسخوا بعْد في العَمل الذي قَدَّمهُ المَسِيح للإنسان بِموتهِ، مَازال الشرّ يَسُود. أمَّا الذي يَسلك في مَحضر الرَّبّ، فالقصةُ تَختلفُ تَماماً، لأنّهُ أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي. (فيلبي 4: 13).
مِنْ بين القَراراتِ المُهمةِ التي نَتّخذُهَا في الحَياة، هو أن لا نَخاف أبداً. وعِندما لا يَكونُ شَخصاً مَا غَيرُ قادرٍ على اتخاذِ هَذا القَرار، فَهذا يَعني أنهُ خَائف. ونَجدُ البَعضُ يَقولون: "كَيف يُمكننني أن أقول ذَلك- ويتَسألون- إذا كُنت غَداً قَد أكونُ خَائفاً؟". وهَذا النَوعُ من التَفكيرِ يَفتحُ أبَواب الشرِّ.
كَان المُرنمُ شَخصاً مُستنيراً ويَعلمُ أن الشرّيرَّ يَستعملُ بَعضَ الأشَخاصِ لوضعِ الفِخاخِ. وأن عَمل هَؤلاء الأشَخاص هُو الظُّلم. والمِفتاحُ هُو التَصميمُ على أن لا نَخاف. حتى َفي تلك الفترة التي يَبدو فِيها أنّ الشَّيْطان هو الغَالب وليْس هُناك مَخْرج، سَتجتازُ الأزمةَ دُون أن تَسمحَ للشرِّ بالدُّخولِ.
فإذا كُنتَ تَشعرُ أن شيئاً سَيئاً سَيحدثُ لكَ، اتخذ القَرار بِأنك لنْ تَخاف إطلاقاً. والذي يَسلكُ مَع الرَّبَّ، يُخبرهُ بما يُريدُ العَدوَّ فِعلهُ (لوقا 22: 31). وعِند سَماعِكَ لأي خبرٍ، صَلي، واطلُب الرَّبّ، وتشدّد بِهِ وبقوة قدرتِهِ، وحينئذٍ، قرِّر مَا سَوف يكون مَوقفكَ. فالذي يَثبتُ في الرَّبّ الإله يُواجهُ كُلَّ شيءٍ بالرأسٍ مرفوعةٍ. ويَعلمُ أن لا شيءٍ سَيحدثُ لهُ.
فإن تَركناهُ، فالشرُّ سَيحيطُ بنا، ويُحاصرنَا. أمَا إذا اتّخذنا مَنصبنَا فيهِ، فَنحنُ نُقيِّدُ العدوُّ ونَطردهُ. ويَنبغي عَلينا أن نَكونَ جَاهزين لمكايدِ الشَّيْطان، فهو يَقومُ بِها لأبْعادنا عنْ كَلمةُ الرَّبّ، ولأنهُ هَكذا لنْ يَستطيعُ أن يَمسّنا. فَلا تَترُك مَا هُو مَكتوبٌ في الإنْجيلِ، ولا تيئس مِنَ هَجماتِ إبليس. وبِثقتكَ في كَلام الرَّبّ، سَوفَ تتغلّب على أي نَوعٍ مِن الشَدائدِ.
فَلا تَفتح بَاب الإيمانِ للخوفِ. لأنَّ الإيَمان هو مَخرجكَ الوحِيد. فَعِش دَاخل دَائرةِ الإيمانِ، فَفيهَا "تَحرقُ" العَدوَّ. وخَارجهَا هو يُضايقكَ ويَهزمُكَ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز