-
-
"صَرَخْتُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ. فَرَائِضَكَ أَحْفَظُ" (مزمور 119: 145).
للوَصَايا أهَميةٌ كبيرةٌ في حَياةِ المَسيحي، لكِنهُ لا يَستطيعُ حِفظهَا إلا بِمساعدةِ الرَّبِّ الإله. لِذلك، اِصرُخ مِن كُلِّ قَلبكَ، ليَسمعكَ الله، ويُعطيكَ حَياةً مَليئةً بالإنْجازاتِ. فَسبّحوا الرَّبَّ على ذَلِك!
أُعَطيت لنا هَذهِ الوَصايا الإلهية لنَحصُل على عَملِ الرَّبِّ العَليّ بِها في حَياتِنا. فهو أبٌ فَقط لِمن هو لهُ ابنٌ. لِذلك، من يُثبتُ أنّهُ يُحبُّ الله فهو مَحبوبٌ لديهِ. أمّا من لا يُطيعُ الوَصايا الإلهيةِ فهو يَعيشُ على هَامشِ البَركاتِ. لأنَّ جِيوشَ الرَّبِّ تَنتظرُ مِن أبَنائِهِ مَنحَهُم الفُرصةَ للعَملِ مِن أجلِهم.
فَهِمَ مُرنمُ المَزامير أنّهُ كانَ مِن الضَّروري أن يَحفظَ الوَصايا لكي يَعمل الرَّبُّ الإلهُ في حَياتِهِ. ومن الضّروري أيضاً طَلبُ مُساعدةُ السَّماء لتنفيذِ جَميعِ الوصايا، فِي الوَاقع، بِدون يَسُوع، لا نَستطيعُ أن نَفعلَ شَيئاً، والذي يَبدو صَعباً يَصيرُ سَهلاً بيدِ الرَّبِّ، والذي يَبدو سَهلاً يُصبحُ غَيرَ مُستطاعٍ دُونَ مُشاركتهِ. فَعلينَا أن نَصرخَ لنَسمحَ لهُ بِمُساعدتِنا.
الصُّراخ لا يَعني أن نَرفعَ أصواتَنا، إنّما يَجبُ أن يَكونَ مِن أعَماقِ القَلبِ. أما الصَّلاةُ بِكلامٍ غَيرُ مَفهومٍ أو الصُّراخ لكي يَسمعُ الجَميعُ لنْ يَنفعَ بِشيءٍ، إن لمْ يكُنْ بِصراحةٍ وصِدقٍ. فَعندمَا نَتواصلُ مَع الرَّبِّ، يُصبحُ قادراً على مُساعَدتِنا. أمَّا الشَخصُ الذي لديهِ شَكٌ بأنَّ الرَّبَّ سَوف يَسمعُ لهُ لا يُمكن أن يُصلي بإخلاص.
حَقيقةَ أنّ الرَّبَّ يَسمعُنا يَعني أننا نُعطيهِ الفُرصة للاستجابةِ. ففي الوَاقعِ، لا يُوجدُ شيءٌ غيرُ مَكشوفٍ لعَينيهِ أو غَيرُ مَسموعٍ لأُذنيهِ. ولا حَتى فِكرةٌ واحدةٌ، مَهما كَانت مَكتومةً أو مَخفيةً، إلا ويَعرفُها، كَذلك الأشَواقُ التي من أعماقِ الرُّوحِ، فمنَ الأفضلِ أن لا نُخفي عليهِ شيئاً.
أولئِكَ الذين يَكونونَ صَادقينَ مَع الرَّبِّ ويُحبّونهُ مِن القلب (يَحفظونَ وصاياه) ويكتشفونَ أنّ حَياتهم سَتكونُ مَملوءةٌ بِالانتصاراتِ. أمَا عِندمَا تَكونُ الحَياةُ فَارغةٌ منها، تَعني أنّ المَسيحي لا يَرغبُ فيما مَنحهُ الرَّبُّ إياه. لأنهُ طَالما هُناك شكٌ، لا يُمكنُ للرَّبِّ أن يَعملَ.
أمَا سَببُ طلبِ تَدخُلِ السَّماء فَهوَ لتَمجيدِ الرَّبِّ. لأنَنا لو نَدُعوهُ حَقاً، سَيُساعدُنا. ونُعطي ثَمراً كَثيراً، وسَيكونُ المَجدُ لهُ. فَأصرُخ واستلِم وليَتمجَّدُ الرَّبُّ الإله!
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز