-
-
"صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ"( تيموثاوس الأولى 4: 9).
لا تَحتقرْ الكلمةَ، إنّما آمن بِكلِّ مَا تُعلنهُ لكَ، لأنّ الكلمةَ هي الرَّبُّ، وهي منْ تَجلبُ قُدرةَ الرَّبِّ لحَياتِنَا. وسنُقدّمُ الحِسابَ عمَّا نفعلهُ أو لمُ نَفعلهُ بِهَا.
فَكلمةُ الله مِثلَ الرَّبِّ - صَادقةٌ - لأنَّها تُنفِّذُ الأمرَ الذي أُرسِلت لهُ؛ إلاّ أنّ، عَدمَّ ثِقتِنَا بِها يُعطِّلُ عَمَلها. فَكلُّ ما في الوَعظِ أو في الإنْجيلِ يَصِلُ إلى عَيْنيكَ وتَفهمهُ، هُو مَا يُريدهُ الرَّبُّ لِحَياتِكَ. ومن يُنفِّذ أمرَ الرَّبِّ يَكتشفُ كم هو سَهلٌ ومُثمرٌ أن نَؤمنَ بِما يؤكِّدهُ لنا.
أمَّا الشَخصُ الذي لا يُعطي الاهتمامَ الوَاجِب لمَا يكُشفهُ لهُ الكِتاب المُقدسُ، يَرتكبُ خَطأً جَسِيماً. فَفكِّر جَيداً؛ فَالرَّبُّ سَامٍ، ورائعٌ، وعَظِيمٌ في كُلِّ شَيءٍ، فَهو يَنظرُ لنا ويُبيّنُ لنَا مَا هُو أفضلُ، ومَرّاتٌ عَديدةٌ، نَتركهُ جَانِباً. وإن مَنعَ عَنا شَيئاً، لا يَجبُ عَلينا التَفكيرَ لِماذا فَعلَ ذَلك. وإن أمَرنَا أن نَفعلَ شيئاً، فَلا يَنبغي أن نُفكر مَرَّتين، ولكِنْ أن نَكونَ حُكماء ونَطلبُ القُدرةَ الإلهيةَ اللازِمةَ لنَبدأ بالعَملِ.
ما نَقول هو مَا نَحنُ. والذي لا يَحترمُ مَا يَقولُ لا يَستحقُّ الثِقةَ، فَتخيّل لو أنّ الرَّبَّ لا يُنفذُّ وعداً مِن وعُودِهِ، مَاذا يَكونُ؟ لكِنّنا، نَعرفُ جَيداً أنّهُ أمِينٌ ويُنفِّذُ ما يَعدُ بهِ. فالرَّبُّ العلِّي هو كُلّ مَا تُعلنهُ عَنهُ الكلمة تماماً. وكُلّ فهمٍ نَحصُلُ عَليهِ من المَشيئةُ الإلهيةُ هُو صَوْت الله. ولا يَجبُ أن نَحتقرَ مَا يَقولهُ لنا الآبُ إِطلاقاً، فَنقعُ في الخَطأ. فَعندمَا يُعطينا الرَّبُّ وعُودهُ ووصَاياهُ يُظهرُ لنا عَظيمَ رَحمتهِ، وأيضاً يَكشفُ لنا الطَريقُ الذي يَجبُ أن نَسلكَ فِيهِ. وعَدمُ إطاعةُ إرشاداتِهِ يعني التَوقيعَ على وثِيقةِ اِنهِزامِنا.
يُوجدُ في كُلِّ كَلمةٍ يُرسلهَا لك الرَّبُّ، القُدرةَ اللّازِمةَ لتَحقيقِ مَشيئتِهِ. فمِن الضَّروري أن تُؤمنَ بِما يُعلنهُ وبِاسمِ يَسوع تُصدرُ أوامَركَ، لأنّهُ حِينئذٍ بِقدرةِ الرَّبِّ يُنفّذُ الوَعدُ.
سَتُفتحُ السِّتةُ وسِتونَ كِتاباً في اليومِ العَظِيم، وسَوف نُدان بِالمكتُوبِ فِيهم. ولا أحدَ سَيُقدر أن يَنُكرُ الآب. ومَا فَهمتُهُ عِندَ قِراءةِ الإنْجيل أو سَماعَ الكِرازة هُو الذي مَا سَيستعملهُ الرَّبُّ لتبرئِتكَ أو إدانَتِكَ. وأكبرَ خَطأ يُمكنُ أن يَرتِكُبهُ أحدٌ هو اِهمَالهُ لتوجِيهاتِ الرَّب. أمَّا من يَتبعُ صُوتَ الرَّبُّ سَيكافِئهُ بَحسبُ أعَمالهُ ومَا كُشفُ لهُ. فَكنْ حَكيماً.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز