-
-
"اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ" (متى 18: 18).
قَرارُ الإيمانِ لهُ اِمتيازاتٌ مُعينةٌ، لِذلكَ، فَنحنُ بِحاجةٍ لمعرفةِ مَا هُو لنَا في الرَّبِّ. فنَحنُ جَميعنُاً مُتساوون، ويُمكنُنَا أن نَجرؤ ونُصمِّم، عَلى أنّهُ لا حُدود لربطِ أو حَلِّ الأشياءِ .
ومَا نَقتنيهِ في الرَّبِّ ليْس لهُ حُدود. ولنْ نَستمتعَ بِكل شيءٍ هُنا على الأرضِ، إنّما في الأبديةِ، سَنستمتعُ بِكُلِّ مَا وضَعهُ الله أبونَا تَحتَ تَصرُّفنا. وهُناك سَنعرفهُ كمَا هُو يَعرفُنا (1 كورنثوس 13: 12)، أمَا ذَلك الذي لَمْ تَراهَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعهْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ هو ما أعدّه الله لنا (1 كورنثوس 2: 9).
بِمسِيرتِنَا في هَذا العَالمِ، لدَيْنا اِمتياز لربطِ مَا نُريدُ هُنا على الأرض، وسَيكونُ مَربوطاً أيضاً في السَّماء. وعَدَدُنا ليْس مُهم، لكنَّ المُهم هو وجُود شَخصٍ يُؤمنُ مِثلُنا وعلى اِستعدادٍ لِعملِ هَذا الاتفاقِ مَعنا (متى 18: 19). وبِذلك يُمكننا رَبط أو حَلُّ، أو تَقييدُ، أو تَكتيفُ، مِثلما نَفعلُ بِالحيوانِ. لكنْ، لا يُمكننا أن نَنسى أنهُ بِدونِ يَسوعَ، لا نَستطيعُ أن نَفعلَ شَيئاً. لأنّهُ كُلَّ التُوجيهِ لتَنفيذِ أعَمالنا، يَجبُ أن يَأتي مِنهُ. والرَّبُّ الإلهُ هو الذي يَنبغي أن يُعطينا القُدرةَ، ومَا نَفعلهُ يَجبُ أن يَكونَ من صَميمِ القلبِ بِاسم يَسُوع (كولوسي 3: 23).
وعِند مَعرفتِنا لمَشيئةِ الرَّبِّ حَول أيِّ مُوضوعٍ، يَنبغي اتّخاذُ القَرار في تِلك اللّحظةِ. وبالإضافة إلى الإيمان، يَجبُ أن نَكونَ أشدّاء ونُصمِّمَ على تَنفيذِ أيّ أمرٍ، ونُثابرَ عَليهِ. فَقط الذينَ يُصمّمونَ حتى النِهايةِ يَحصلونَ على مَعونةِ الرَّبِّ. فإعلانُ النبي دَانيال جَعل مَلاكَ الرَّبِّ بعد 21 يَوم يَأتي إليهِ، بِالإجابة (دانيال 10).
لا يَجبُ عَلينا وضَع حُدودٍ لإيماننا. ولو وصَل إيمانكَ إلى الحَدّ الذي تُريد أن تَربُط أو تَحلَّ بهِ، فَهو المَدى الذي سَتحصل عَليهِ. ولا يُمكنكَ السَّيرُ أبعد مِنهُ ولا المَشي أقلَّ مِن هَذا المِقدار من الإيمانِ الذي مُنحَ لكَ. فَيسُوع كان وَاضِحاً عِندما قالَ:" كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. وباِلتِصَاقِنا بالرَّبِّ الإله يُعطينَا هذا الإيمان، ولنْ يَكونَ هُناكَ حُدوداً لأعَمالِنا التي سَنُنجِزُها.
اسْلُكُوا بالإيمان، فَلا فَرقَ بِينَ الذينَ خَدَموا الرَّبَّ الإلهَ في المَاضي واِستطاعوا فِعل البُطولات، وبِيننا اليَوم، فَمن سَيقومُ بِنفسِ الشَيءِ سَيحصلُ على النَّجاحِ. لأَنّْه لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ (رومية 2: 11). ومِمَّا لاشكَ فِيهِ، يُمكنهُ استخدامنَا مِثلَ الأنبياء: إيليا، إبراهيم، دَاود وكَثيرينَ آخرين. وحَتى المُعجزاتُ التي فَعلهَا يَسُوع أيضاً، يُمكنُ أن تَحدثَ اليَوم. لِذلك، فاسعى للحُصولِ على كُلِّ مَا تُعلنهُ الكلمةُ بِأنّهُ لكَ، وأنجز مَا تَستطيعُ فِعلهُ. فالرَّبُّ يُكرمُ مَا تَقولهُ بِشفتيكَ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز