-
-
"وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي جَلَبُوا سَبْعَ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ" (أخبار الأيام الثاني 15: 11).
يَسرقُ الشَّيْطانُ البِذرةَ من ذَلكَ الذي يَرتكبُ خَطيئةَ الجُحودِ وإنكارِ الجِميلِ. لِذلكَ، لا تَحسب مَا تفعلهُ مِن أجلِ الرَّبِّ الإله، لأنّه يُكَرم الذي يُكَرمه.
فالجُحودِ أو إنكارُ جَميلِ الرَّبِّ هو خَطيئةٌ خَطيرةٌ، وعَدمُ تَقديمِ ذَبائحِ الحَمدِ والتَسبيحِ لهُ يُعتبرُ تَصرّفاً ليْسَ جَيداً. فَقد اشتكى يَسُوعُ من التَسعةِ مُصابين بِالبرصِ، الذينَ لم يَأتوا ليَشْكروهُ ويُعطوا مَجداً لله. إنّما بَارك السَامري الذي بِالرُّغم مِن أنهُ غَريبُ الجِنسِ، رَجع وسَجد لهُ (لوقا 17: 11- 19). فمنْ الجَيدِ أن يَقوم بَتقديمِ الشُّكرِ بِالصّلاةِ، كُلُّ منْ يُعنهُ الرَّبُّ في وقتِ الضِيقِ. حَتى ولو أنّهُم أنفقوا بَعضَ النَفقاتِ، يَجبُ عَليهم أن يَأخذوا جُزءاً من الغَنائم - أي من البَركةِ التي حَصلوا عَليها أو من الأشياءِ التي ذَخروهَا - كدفعِ تَكاليفِ وليمةِ العَشاءِ أو تَأجيرُ نَاديٍ، أو أيّ شيءٍ آخر قد كَشفهُ لهُم الرَّب، ويَدعونَ الأصدقاءَ للاحتفالِ مَعهُم. فَهذا يَسُرُّ قَلبَ الرَّبِّ كَثيراً.
والذي يُؤجلُ ذلك إلى وقتٍ لاحقٍ، يُلاحظُ فِيما بَعد، أنّ الشَيْطانَ سَرقَ مِنهُ بذورَ الإلهامِ والرَّغبةِ. وكُلُّ ما نَشعرُ بهِ أنهُ يَجبُ فِعلهُ من أجلِّ الرَّبِّ الإله سَيختفي إن لمْ نَبدأ بَالعملِ فَوراً. لِذلكَ، فالبذورُ التي وقعت على جَانبي الطَريق يَنبغي أن نَجمعهَا فَوراً ونَضعُهَا في أرضٍ جَيدةٍ، وخِلافُ ذلك سَيأتي العَدوُّ ويَأكُلهَا.
فالعملِ شيءٍ للرَّبِّ يَجبُ أن تَنتبهَ وتُلاحِظَ مَا هو الأفضلُ. وإذ لمْ تَفعل ذَلِك، سَيُريكَ الشَّيْطانُ مَا لم تَراهُ أبداً من قَبل. فَمهما كَانت دَعوتُكَ، عِندما تَحصل عَلى الإلهامِ الإلهي، لا تُفكر مَرتين. لأنّ الكلمة تُعلنُ أنهُ هو الذي يُعطي البُذورَ للزُارعِ، فلو كُنتَ مُطيعاً للآب، سَيعطيكَ خُبزاً للأكل. فَلا تُفكر أنّ مَا قِيل لك لتفعلهُ هُو كبيرٌ للغايةِ. لأنّ الرَّبَّ هو الذي يُقرّرُ كم وكيفَ يُريدُ أن يَستخدمكَ.
إنّ شُعورَ الابنِ بأنهُ أخطأ في دَعوتهِ هو أسَوأ مَوقفٍ في مَلكوتِ الله. والرَّبُّ يُعطينا المَهامَ لنُنفذهَا بِصلاحِهِ وحِكمتهِ. ولسنَا بِحاجةٍ لأن نُصلي لنَتأكد إن كَانت هَذه هي مَشيئةُ الآب أم لا، وذَلك لأننا مُختارون. وإن كَان قَدْ كلّفنا بِتنفيذِ مَا يُريدُهُ، فَبالنسبةِ لهُ قدْ انتهى المُوضوع، فَيجبُ أن نقبل الخدمة فوراً وننفّذها بكلِّ قوة. ولكن يمكننا أن نصرخ له لطلب التوجيه.
يُعلنُ لنّا الكتابُ المُقدَّسُ أنّ الرَّبَّ الإله يُكرمُ الذينَ يُكرمونهُ (سفر المزامير 2: 30). أمّا الذين يَصمّونَ آذانهُم عَنهُ، أو لديهم أفكارٌ أخرى يَعتقدونَ أنَها أفضلُ من التي أعَلنهَا الرَّبُّ لهُم، سوف يَندمونَ ويَبكونَ بدموعٍ مُرّةٍ عِندمَا يأتي الرَّبُّ في مَجدهِ ويُجازي منْ كَانوا أُمناءٌ لهُ. وأنت!! في أيِّ جَانبٍ ستكون؟ وكيفَ سَتكونُ حَالتُك عِندمَا يُكافئُ الآبُ أبناءهُ لوفائِهم ومَحبتِهم.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز