-
-
"فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ مَشْهُوداً لَهُمْ ومملوءين مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَاجَةِ" (أعمال الرسل 6: 3).
من يُريد أن يَخدمَ المَائدة؟ الذي يَفعلُ ذَلك يَجبُ أن يَتمَّ اختيارهُ حَسْبَ إرادةِ الرَّبِّ، الذي يَتطلبُ ثَلاثةَ شُروطٍ لهذا الأمر المُهم. لكنْ، بِدونِ إعدادٍ من السَّماواتِ، سَتكونُ الخدمةُ رديئةٍ. إذاً، لنفعلَ كُلَّ شيءٍ بِطريقةٍ مُمتازةٍ لتَمجيدِ الرَّبِّ!
عَملُ الرَّبِّ مُعقّدٌ جداً لا يَستطيعُ أن يَقومً بهِ شَخصٌ واحدٌ فقط. ولتنفيذِ الجُزءِ الرُّوحي، أقام الرَّبُّ العليّ خَمسةَ خَدماتٍ مِن أجل تَحقيقِ نموِ أبنائهِ. أمَا الجُزء الرُّوحي، فَقد مَنحنا العَديدَ من المَواهبِ لتنفيذهِ.
فالرَّبُّ يَرىَ الأشياءَ بِطريقةٍ مُختلفةٍ عنْ الإنْسان. فعلى سَبيلِ المثالِ، عِندمَا أرسَل الرَّب النَبيّ صَموئيل للبَحثِ بَين أبناء يَسّى، عنْ منْ سَوفَ يَكونُ مَلكاً على إسْرائيل، أعُجِبَ النَبي عِندمَا رَأَى أَلِيآبَ، وظنَّ أنهُ هو المُختار ليَحكُم شَعبَ الله (صموئيل الأول 16: 6، 7). ونَفسُ الشَّيءِ نَحنُ، تَجدنَا نَميلُ إلى النَّظرِ إلى الأشَخاصَ جيدِي المَظهر، الأقَوياء، المُثقفين والذينَ لديهُم صِفاتٌ مُعينةٌ ولهُم قِيمةٌ في المُجتمعِ. لكنْ في الحَقيقةِ ليْسَ الأليَآبيين دَائماً يَكونونَ مُختارينَ لعَملِ الرَّبِّ، وأخيراً، يَتمُّ ذَلك بِهؤلاءِ المَدعوينَ من الآبِ - سِواءَ حُسناءَ المَظهرِ أو أولئك الذينَ ليْسَ لهُم صِفاتٌ مُعينة.
في ذَلك الوَقت مِن خِدمةِ المَسيحِ عَلى الأرضِ، الرُّسل المُختارين بِواسطةِ المُعلمِ، والذينَ سَاروا مَعهُ، تَحدّثوا عنْ الشُروطِ الثَلاثةِ التي تَجعلُ من أيّ فَردٍ شَخصاً مُنتصراً: أن يَكونَ لهُ سُمعةً جَيدةً، مُمتلئاً بالرُّوحِ القُدسِ ويَقتني الحِكمةَ. اِنتبه جَيداً، لمْ يَكونوا يَتكلمونَ عنْ هَؤلاءِ الذين سَيشغلونَ مَناصِبَ الخِدمةِ الرَّعويةِ، بل، عنْ أولئِكَ سَيخدمونَ مَائدتهُ. فقط الذينَ يَمتلكونَ هَذهِ البركاتِ الثَلاثةِ سَوف يَمتلكونَ الطَريقة لتَنفيذِ أيّ خَدمةٍ كما يشاءُ الرَّبّ.
جَميعُ الأمورِ لهَا أهَميةٌ كَبيرةٌ في بِيتِ الرَّبِّ، ومنْ جَهزهُ الرًّبّ، فَقط هُو الذي يُمكنهُ القَيامُ بِعملِ مَا أقامهُ الآبُ دُونَ التَسبّبِ بإحراجِ أحدٍ كانَ. كَثيرون يُعتبرونَ حُكماء، ولكنْ ليْسوا دَائماً مُرّشحينَ لتَمثيلِ الرَّبِّ العَلّي، لأنَهُم، عادةً مَا وقتَ التَجربةِ يُنكرونهُ.
فَهؤلاءِ الذينَ يُمارسونَ أيَّ وظِيفةٍ في الكَنيسةِ يَجبُ أن يَختارهُم الرَّبُّ الإلهُ. يَجبُ أن نَتمسّكَ بِما يَقولهُ الإلهُ الحَقيقي، لأنهُ عِندمَا يَكونُ هُناكَ شَخصٌ دُونَ الصِّفاتِ اللازمة، ويُنجزُ أعمالاً أكثرَ من الذي حَصل على المَسحةِ من العلاء أمَام أعَيننا، يَجعلنَا نَندهش. لأنَّ مِثل هَؤلاءِ الأشَخاصِ قدْ يَستطيعوا النَّضالَ بَالطريقةِ التي يُريدونَها، ولكنْ، عِندمَا يَأتي العدوُّ، سَوفَ يُضلهُم بَالكامل.
كُلّ مَا هو مَسموحٌ لنَا أن نَفعلهُ في إطارِ المَشيئةِ الإلهيةِ، ويَتمُ تَنفيذُها بِمساعدةِ الرُّوحِ القُدسِ، سَيكونُ لمَجدِ الله. ولْكن، بِدُونِ مَشيئةِ الرَّبِّ الإلهِ، خَدماتُنا سَوفَ تُؤدي إلى الفَشلِ. أخيراً، لا أحد يَستطيعُ بِنفسهِ أن يَقومَ بِعملِ إرادةِ الله. فَيجبُ أن يَكونَ هُناكَ أشخاصٌ مَدعوونَ مِنْ الرَّبِّ إلهِ لخِدمةِ مائدتهِ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز