-
-
طَرِيقُ رَجُل مَوْزُورٍ هِيَ مُلْتَوِيَةٌ، أَمَّا الزَّكِيُّ فَعَمَلُهُ مُسْتَقِيمٌ. (8:21).
إنّ الشَّخصَ الشّرّير أو الخَاطئ هو الذي يَعرفُ الخَير ولا يَفعلهُ، ولأنّهُ يفَرحُ بِالخطيةِ، ويَبتهجُ بالظُّلم وليْسَ لديهِ مانعٌ بأن يَغدُر بأيِّ شَخص، حَتى وإن كَان أقرب الأصدقاء، ولِذلك فَعندمَا يَمُوت لنْ تجد أحداً يَشتاقُ إليهِ.
إن أولئِكَ الذينَ يَملكونَ هَذه الصِّفات أو يَعيشونَ بِهذهِ الطَريقةِ تَجدهُم مَنبوذِين من الجَميع كُلّ من يَعرفهُم يَتجنّبَهُم، ليْسَ لدَيهم سَلامٌ في حَياتِهم ولا يَجدونَ أصدقاء طَيبين، ويَتركونَ ورَاءهُم ذِكرياتٌ سَيئةٌ، ويَستخدمُهُم الشَّيْطان ليُسبِّبَ الحُزنَ وخِيبةِ الأمل للآخَرين، وكُلُّ منْ يُعاشرهُم لا يَجني إلاّ الضّرر. وهُناكَ العَديدُ من المسِيحيينَ أعَمالهُم وثِمارهُم تُبينُ أنّهُم لمْ يَعرفوا المَسيحَ قَط، وفي الوَاقع أنّ الاشَخاصَ الأشرَّار يَخدمونَ الشَّيْطان، فَتجدهُم يَقْترِضُون ولا يُسدِّدون دِيُونهُم، وهَذا يَجعلهُم يسَتمرونَ بالكَذبِ وقدْ يَصلُ بِهُم الأمر إلى اِرتِكابِ أبشعَ الجَرائِم مِثلُ القتلِ، لأنّهُم لا يَملكُون شَيئاً طَيباً بِداخِلهم.
أَمَّا الصِّدِّيق فهو الذي يُحبّ الإستماعَ لكلمةِ الرَّبِّ، ويُطيعهَا ويَتبع تَعليماتِهَا، ولا يُمكن مُقارنتَهُ بَالشرِّير، لأنَّهُ يختلفُ تَماماً عَنْهُ، سَوف تَجدهُ دَائماً أنّهُ على اِستعدادٍ للمعاناةِ والألمِ ولا يَنكروا الوَصَايا، يُحبّ العَدالة ويَكرهُ الظلُم. والذينَ يُمارس البرّ تجِدُ طُريقهِ طَاهرةً لأنّ كُلَّ أعَمالهُ لمَجدِ الله، فَنجدهُ يَتَرَأَّفُ وَيُعْطِي دَائماً، يَقرضُ ولا يَرجو أجراً، ويُساعدُ في العَملِ الإلهي. طريقهُ واحدٌ ومعروفٌ الأثر دائماً.
أعَمالُ الأبرار عكسُ الأشرار، فهي نِعمةٌ وبَركةٌ للعالمِ كُلّهِ، والجَميعُ يَتذكرهُم من خلالِ كَلماتِهم ومَواقِفهم، مَهما كَانت لأنّها عَملُ الرَّبِّ، إنّ وجُودهُم يُدخل الفَرحة والبَهجةَ إلى قُلوبِ الجَميع، لأنَّهُم أمَناءَ في جَميعِ حَواسِهم، لا يُؤذونَ جِيرانَهُم، ولا يَعْتدونَ عَلى مَا لغَيرهِم، ودَائما تجدُ على شِفاهِهم الكَلامُ الطيِّبُ من الله، الذي يُقدّمونهُ ويُعلّمونهُ للآخَرين مِثل المِياهِ البَاردة في يَوم حَارٍّ جداً.
والآن مَاذا يَقولُ النَاس عَنْك؟ إذا لمْ تكُنْ تَملك شَهادةً حَسنةً من النَاس فَإنك لنْ تَملكهَا من الله، فلا تَدع الشَّيْطانَ يَقومُ بِخداعِكَ! اِحرُص عَلى أن تَكونَ دَائما ذَلك الخَادم المُخلصَ و المُتمسِّكَ بَالحقيقة في رَحلةِ الحَياةِ، لأنّ كُلّ منْ يَضع كَلام الرَّبِّ أمامهُ مَوضعَ التنفيذِ لنْ يَرفضهُ أحد. فَكُنْ بَارّاً في كُلّ أعَمالك، وسَيكونُ لديكَ مُوافقة السَّماء.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز