-
-
كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ (1يوحنا3: 9) .
إنّ ثَمرَ الرُّوحِ القُدس المُعطى لأبناءَ الله يَجعلهُم يَمتنعونَ عنْ الخَطية، لأنّهُ كُلّمَا قَام الشرِّير بَإغوائهِم للوقوعِ فيها، الرُّوح القُدس الذي بِداخِلهِم يُذكرهُم أنّ لدِيهم عَهداً مَع الله يَجعلهُم يُقاومونَ الخَطيةَ ويَتجنبونَ الوقُوعَ فيها.
الوِلادةَ الجَديدةَ التي وهَبها الله للنَاس، هي أفضلُ نِعمة إلهية مَمنوحةً لنَا، وهي عَطيةُ الله لنَا بِموتِ ربِنَا يسًوعَ المَسيح، لأنّهُ بِسقوطِ آدم دَخل الشرُّ للعَالم وفُصِلنا عنْ الله، وبالنتيجةِ لنْ يَدخُل أحدٌ لمَلكوتِ الله، إلّا إذا وُلدِوا منْ جَديد لأنَّهُم إذا لمْ يَفعلُوا، سَيعيشونَ بَعيداً عنْ الله بِسببِ خَطيتِهِم.
تَبدأ عَمليةُ الوِلادةِ الجَديدةِ بِقبولِ الرَّبّ يَسوع كَمخلّص لحَياتِهم كَخطوةٍ أولى في إتجاهِ التَحرّر مِن الخَطيةِ، ثُم يَأتي دَورُ المَعموديةِ بِالماءِ كَشهادةٌ لمُوتِ الجَسدِ العَتيقِ والقيامةِ، وتَأتي الخُطوةُ الأخيرةُ وهي المَعموديةُ بالرُّوحِ القُدس، والذي يعملُ في قُلوبِ المُؤمنين ليُوحِّدهُم مَعَ الله. ونَعرفُ أنَّهُم ولدُوا مَرّةً أُخرى، مِن خِلالِ أعَماِلهِم.
عِندمَا نَقبلُ الرَّبَّ يَسوع مُخلّصا لحَياتِنا نَحصلُ عَلى تِلك البذرةُ الإلهيةُ، أي عَملُ الرُّوحُ القُدسِ فِينا، والتي تَجعلُنا نَمتنعُ عنْ الخَطيةِ. يُمكنُ للشَرِّيرِ أن يُغري المُؤمنينَ بَالعديدِ من الطُرقِ مِثلمَا حَاول أن يَفعل مَع الرَّبُّ (متى 4). لكِنَّ البُذورَ التي بِداخِلنا تَقومُ بِتحذيرنَا لَنتجنّبَ الوقُوع فِي فِخاخهِ، لهذا نَحنُ بحَاجةٍ لتعليم النَاسِ تَعليماً حَقيقياً وليْسَ مُجرّدِ دِيانةٍ.
لنْ تَقوى الخطيةُ عَلى الذين ولدوا من جَديدٍ، رُغمَ أنّ الشَّيْطان يَملك طُرقاً مُغريةٍ، فَقد يُصيبهُم بالحَيرةِ و الذُّهولِ لان للجسدِ رَغباتٍ مُؤقتةٍ إلا أن الرُّوح القُدس الذي في دَاخلهِم يَجعلهُم يَتغلّبونَ عَلى تِلك الرَّغباتِ ويَرونَ هل حَقا تَستحقُّ هَذهِ الخَطيئة خِيانةُ الرَّبِّ، أو أزَاوجِهم أو غَيرهِم من النَاسِ، ممّا يَجعلُ لدَيهِم القوُّة لقولِ كلمةِ "لا".
أمَّا الذين لمْ يَحصلوا على الولادةَ الجَديدةَ، يَملكونَ فَقط الخِبرة الدّينية في المَسيحية، لأنهُ يُوجدُ فَرقٌ بِين المُتدينين وبَين الذين كَرّسوا حَياتهُم لخِدمةِ كَلمةِ الرَّبِّ. وخُدامُ الرَّبِّ دَائماً مُستَعدينَ ويَعرفون مَتى يُحاولُ الشَّيْطانُ أن يَضع لهُم فِخاخٍ لإبعَادِهم عنْ الآبِ، فَعبيدُ الله حَصلوا عَلى القوَّةَ اللازمةِ عِندمَا عَاهدُوا الرَّبَّ.
متى وَاجهنَا التَجاربَ والإغراءاتِ نَعرفُ منْ نَحنُ: فإذا كُنا نَمتلكُ ثِمارَ الرُّوحِ القُدس، فَإننَا نَتوبُ عنْ الشَرَّ، وبَعدَهَا نَكونُ قَادرينَ عَلى التَغلبِ على فِخاخِ الشَّيْطانِ، أمَّا إذا كُنا مُجردَ دِينيينَ فَسوفَ نَقترفُ الخَطيئة.
أخَي وأختِي، إذا كُنتَ ضَعِيفاً وعصيتَ كَلمةَ الله، فَهناكَ طَريقةٌ وَاحدةٌ لإصلاحِ كُلِّ هَذا، وهي إعادةُ تَأسيسُ الشّركةُ مَع الرَّبِّ. هَذه الشَركة التي صَنعَها بِدمِ يَسُوعَ المَسيح. وبِهذهِ الطريقةِ سَوفَ تَحصلُ على وِلادةٍ جَديدةٍ وتحصلُ على ثِمارِ الرُّوحِ القُدسِ في دَاخِلك، وَهَكذا لنْ تَقوى عَليك الخَطيئةَ مِن جَديد، وسَوفَ تَحصلُ على مُستوياتٍ أعلى في حَياتِكَ مَع الله ولنْ تَسمح للشرِّ بأن يَستعبدكَ مَرّةً أُخرى، فَالتغيير سَيمنحُكَ الخَلاص!
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز