-
-
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ (فليبي 2: 7).
يَا لهُ من حُبٍ عَجيبٍ! أن يقومَ خَالقُ هَذا الكون بِكُلِّ عَظمتهِ أن يبذلِ نَفسه كَعبدٍ من أجَلنا، وبِنفسِ هَذهِ الطَريقةِ يَجبُ أن يَكونَ خُدام الله .
سُقوطِ آدمَ كان لهُ أثرٌ عظيمٌ على البَشريةِ: فَبسقوطهِ فَقدَ الإنسانَ حَياةَ القَداسةِ والبرِّ، ومات رُّوحياً، وهكذا فَقدنَا صِلتنا مَع الله، وأصَبحنا خَاضعينَ للشَّيْطان. ورُغم كُلِّ هَذا، أحبَّ الله َالعالم حَتى أنّهُ قَدمَ ابنهُ الوحِيد ذَبيحةً مِن أجلنَا (يوحنا 3: 16). وأظهرَ لنَا مَدى الحُبِ العَظيمِ الذي يَفوقُ الإدراكَ. وضَعَ الرَّبُّ خِطةً من أجلِ إعادةِ تلك العِلاقةِ لنُصبحَ أبناءهُ، ورُغمَ أنّ ثَمنَ الخَطيئةِ كانَ غالياً جداً، لكنَّ الله بِحُبّه قَرّر أن يَدفعَ ذَلِك الثَمن حَتي يَجعلنَا أبناءهُ.
كان لابدَّ لابن الله أن يجيئ إلى الأرضِ ليَمُوتَ، وكان عليه أن يُخْلَى نَفْسَهُ منَ المَجدِ ويَتخلّى عنْ طَبيعتهِ الإلهيةِ، ويأخَذ صُورَةَ الإنْسانِ مِثلنَا حَتى يَأتي إلى هَذا العَالمِ ويُخلِّصنا من خَطايانَا بِموتهِ على صَليبِ العَار مُعرِّضاً نفسهُ للذُلّ كي يَجعلنا أبَناءهُ (1 يوحنا 3: 2 ).
وعلى الرُّغم من أنّ الإبنَ مثل أبيه، إلا أنّ المَسيح أعَطانا مِثالاً يُحتذى بِهِ كَخادِم، وإن لمْ نَكُن عَبيداً لنْ نُصبحَ أرباباً في حَياتِنا، لأنهُ يَجبُ أن نَكونَ مُطيعينَ لله مِثلمَا فَعل يَسُوع، عِندمَا نَفّدَ خِطة الله، و أطاعَ حَتى المُوت موتَ الصَّليب، ليُصبحَ ربَّ الأربابِ وملكِ المُلوكِ، ويَجلس عنْ يَمين الله .
قَبل مَجيئِ يَسوعَ إلى عَالمِنَا كَانَ هو الله، ومِن خِلالِ كَلمةُ الله التي أُرسلت إلينا نُصبحُ قدِيسين وآلهة مِثل الله آبِينا ( يوحنا 10 : 35 )، ومن خِلالهَا نَتَّخذُ اليَومَ كُل قَراراتِنا الصَّحيحة ونُنفِّذهَا كمَا طَلبَ الرَّبُّ منا. ولنَقُم بِذلكَ بالتوازي: سوف نبقى مثل باقي البشر في حياتنا دنيوياً مع امتلاء ذهننا بالإلهام المُعطى لنا من الله حتى نتصرَّف مثله.
لا تسمح للعدوِّ أن يخدعك بعد الآن، عليك أن تخضع للبرِّ في كلِّ موقف أمر به، الآن، إما أن تظهر لنا ذلك الشّخص البائس الذي لا يستحق شيئاً بسبب خطاياه، وهكذا سوف تترك يدك فارغة دون الحصول على أيِّ شيء، لكن نحن نملك السّلطة لنختار إما أن نفعل فقط أموراً بسيطة يريدها الله أو أن نفعل العجائب والمعجزات باسم الرب يسوع، لأنّه مهما كان وضعنا فلدينا النِّعمة التي تجعل مني موضع ترحيبٍ من قبل الرَّب، فقط أولئك الذين يخضعون لمشيئة الله يأخذون طريقهم مع الرَّب يسوع بتواضعٍ حتى يعطوا لله كلَّ المجد الذي يليقُ به.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز