-
-
"فَإِنَّكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِكَنَائِسِ اللهِ الَّتِي هِيَ فِي الْيَهُودِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا كَمَا هُمْ أَيْضاً مِنَ الْيَهُودِ"(1 تسالونيكي 2: 14).
وضَع الرَّبُّ لنَا تَعاليمهُ الإلهيةَ: وهي عَلينا أن نَكونَ مُتمثلينَ بَالكنيسةِ التي هي في الرَّبِّ يَسُوع المَسيح، وبِمواجهةِ الآلامِ التي في الحَياةِ المَسيحيةِ، نُرضي الله ونُمجّدهُ.
كَنيسة اللهِ مَوجودٌة في كُلِّ مَكانٍ وفي الجَميعِ، بِاستثناءِ أولئِك الذينَ دَعاهُم الآبُ ولم يُطيعوهُ. فَالرَّبُّ هو الذي يُؤسِّس بيتهُ، وتَعاليمهُ يَجبُ أن تكونَ وَاحدةٌ، فَعلى سَبيلُ المِثالِ، قَال الرّسُول بُولس، أنهُ لنْ يَقولَ شيءً غَير الذي قَاله مُوسى والأنبياء. فحِيثُما توُجد تَعاليمُ النَاس، فهُناكَ تَشويش، إنّما حَيثُمَا تُوجدُ تَعاليمُ الكتابِ المُقدسِ، يُوجدُ الطَهارةُ والانتِصارُ على الخَطيئةِ.
فَالرَّبُّ القَديرُ ليْس ظَالمٌ أو يَضطهدُ أبناءهُ، وغَيرُ مُمسكٍ بِسوطٍ ويَطلبُ من شَعبهِ أن يَتبعهُ بالقوّة، بلّ بالعَكسِ تماماً، فهوَ وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ وتعاليمهُ حُلوةٌ (متى 11: 29). لهَذا، فَكلُّ منْ يَتعلمُ عَملَ مَشيئةِ الآبِ يَكتشفُ كمْ هو صَالحٌ. وجَميعُ أعَمالهِ تَتمُّ بَالمحبةِ والرَّحمةِ.
لا يُوجدُ عُبوديةٌ في خِدمةِ الرَّبِّ، ولا يُوجدُ لدِيهِ أيّ نَوعٍ من التَحيُّزِ في مُعاملتِه مَع أتباعِهِ. وبِما أنهُ يُعامِلنُا بَالتساوي، فَمنَ الضَّروري مَعرفةُ مَا هي مَبادئُ السَّمَاواتِ – وهَذا هُو مَا يَنبغي أن نَتمثّل بهِ. إذاً، فَلمَاذا نَستخدمُ طَريقةَ "كَسرِ الأحَجارِ"، إذا كَانَت القَوالبَ سَبقَ وأعَدّهَا الوَحيد الذي سَبقنا؟
تتحدثُ الآيةُ المَذكورةُ هُنا عنْ الكَنائسَ التي في يَسوعَ. وللأسفِ الشَديدِ، يُمكنُ أن نَفهمَ، أنَّ هُناكَ كَنائسَ ليْست في المَسيحِ، لأنّ لهَا المَبادئ والطُرق الخَاصةَ بِها لخِدمةِ الرَّبِّ، ولكِنها تَختلفُ عنْ ما هُو مُوجودةٌ في الإنْجيلِ، فلا يُوجدُ فِيها عَملُ القُدرةِ الإلهيةِ، لأنّها تَعاليمُ إنسان، وفِي بَعضِ الحَالاتِ، هي من عَملِ الشرِّير. لأنّ المُعلمَ الصَالِحَ قَال: لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. (يوحنا 15: 5). فالذي ليْسَ في يَسُوع فَهو بَعيدٌ عَنهُ.
جَميعُ الذينَ يَسلكونَ في المَسيحِ بَالتقوى يُعانونَ الاضطِهادَ. ومَع ذَلك، فَكلُّ مَا تُعانيهِ بِسببِ المُعلِّمِ، لا يُقاسُ بَالمجدِ الذي يَنتظرُكَ (رومية 8: 18). وفي الوَاقعِ، لهُوَ شَرفٌ عظيمٌ وبَركةٌ لا مَثيلَ له أن يَكونَ التَمييزُ أو الإهمَالُ لصَالح مَلكوتِ الرَّبِّ الإلهِ. ولكنْ، لا يَجبُ أن نَتحمّلَ أيَّ مُعاناةٍ مُمكنةٍ لا يكُونُ سَببهَا الإنْجيلُ.
وأخيراً، يَجبُ أن تَكونَ حَياتنا مُكرسةً لإرضاءِ السّيدِ الرَّب. فَقد أعلنَ الرَّبُّ عنْ دَاوّد، مَلكُ إسرائيلَ، أنهُ كانَ رَجُلاً حَسَبَ قلبهِ (أعمال الرسل 13: 22). فالآن، مَاذا يَقولُ عَنكَ أنت؟ فَكلُّ من لا يَسهرُ ويَكونُ مُستعِداً دَائماً، في النِهايةِ سَيفقدُ مَكانتهُ في العَالمُ الرُّوحي. فَحياتُكَ يَجبُ أن تَكونَ ثَابتةً في خِدمةِ الرَّبِّ ولمَجدهِ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز