-
-
"أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذاً أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ: اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ" (2 تيموثاوس 4: 1، 2).
الحُكم النِّهائي سَيكون خَطيراً للغاية، لأنّ من خِلالهُ وفي يومٍ مُعيَّن، كُلّ الأحَياء والأموات سَيُدانون، والكَلمة هي مَن تُدينهُم أو تُبرِّئهُم. لِذلكَ، يَجبُ أن نُصمّم ونَسعى لإنقاذِ الذاهبين إلى النَار الأبَدية.
لا يَنبغي أن نَخدم الرّب بِرِخَاوةٍ، لأنّ كَلمتهُ تُعلنُ لنا أنّ الذينَ يَفعلونَ هَذا تصيبهم اللّعنة (ارميا 48: 10). والمَسيحي الذي لا يبشِّرُ بالكلمةِ سيكونُ في ورطةٍ كبيرة، وسَوف يَتحمّلُ مَسؤوليةَ ذَلك أمامَ الله. كانَ الرَّسُول بُولس عازماً على توجيه المسؤولية لتيموثاوس بِهَذا المُوضوعِ، كَانَ حَاَزماً جِداً مَعهُ عِندمَا نَاشدهُ أمَام الله والرَّبَّ يَسُوع، أن يَكرزَ بَالكلمة في كُل حِين. وكانَ هَذا آخرَ أمرٍ طلبهُ المُعلّم من جَميعِ تَلاميذهِ: ﭐذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. (مرقس 16: 15). وحَتى هذا اليَوم، فالذي لا يَكونُ مُطيعاً لهَذا الأمر، سَينتهرهُ الرَّبّ ويُوبِّخهُ (اقرأ مثل المواهب في متى 25: 14- 30).
يَبدو جلياً هُنا أنّ "الموت" يَعني أولئك الذينَ قدْ مَاتوا قَبل مَجيء المَسيحِ الثاني، وأمَّا الذين لمْ يَموتوا حتى ذَلك المَجيئ، فهم من يطلق عليهم "الأحياءَ"، وعلى الرُّغمِ مِن أن هَذا العَدد مِن رِسالةِ تِيموثَاوس يُبيِّنُ لنا أن الشَّخصَ الذي لا يَزالُ على قَيد الحَياةِ هو الذي قدْ نَال الخَلاص كَأنهُ حيِّ - وانتقل منَّ الموْتِ إلى الحَياة الأبديةِ – أمَّا الشَخص المَيت فهو ذَلك الذي لا يَزالُ يَعيشُ في الخَطيئةِ. وليْس الذينَ لمْ يقبلوا يَسُوع كمُخلّص فقط سَيُدانون في اليَوم الأخير، وإنما أيَضاً أوَلئِك الذينَ وُلدوا من جَديد.
لاحِظ أنّ بُولس هُنا يَتحدثُ عنْ نَوعين من الدَّينونةِ: إحداهُما سَتحدثُ في المَجيء الثَاني للرَّبِّ يَسُوع؛ والأخرى، أمَامَ عَرشهِ. فَعلى جَميعَ المَسيحيين أن يَكونوا مُستعدينَ لذلكَ اليومِ ولا يَتركوا أنفسهُم تُقاد مِنَّ العدوِّ، الذي يَجعلهُم مِثلَ البُذورِ التي وَقعت بِينَ الأشَواكِ (متى 13).
وللأسفِ الشَديد، فَإن هُمومَ الحَياةِ، وسِحرُ الثَراءِ والطُموحِ مَنعت أُناساً كَثيرين من أن يَكونَ لديهم ثَمر، وعَلاوةً على ذَلك، بلا أدنى شك، أستطيعُ القولَ بأنَّ الأغلبيةَ العُظمى - بدلاً من الاهتمام بمشيئة الرب، تَهتمُّ أكثرَ بِممتلكاتِ العَالم - وفي البَيعِ والشِّراء، والزَواجِ، كما حَدثَ في أيامِ النَبي نُوح (متى 2: 37-42) .
أخوتي الأعزاء، قَال يَسُوع أنّ الكَلمةَ التي يُرسِلُها إلى قُلوبنا هي: إمَا للخَلاصِ أو للدَينونةِ (يوحنا 12: 47، 48). فَلا تَتجاهل مَا يَقولهُ لكَ، لأنهُ مَشيئتهُ لحَياتِك، فَلا تَتخلى عَنها. فَحسبَ مَا قَالهُ بُولس، عَلينَا أن نَكونَ ثَابتينَ في الرَّبِّ؛ وأنْ نَقولَ الحَق فِي الوَقْتٍ المُنَاسِبِ وَالغَيْرِ مُنَاسِبٍ. فأطلُب الحِكمةَ من الآبِ وابعث بِرسائل الخَلاصِ دَائماً لجَميعِ الذينَ لدَيك اتصالٌ بِهم. أخيراً، إصرارُك قدْ يَستطيعُ انقاذهُم من النَّارِ والهَلاكِ.
مُهمّتنا العظيمة هي نقل الرِّسالة الإلهية لجميع البشر وفي جميع الأماكن. لذلك، يجب أن نقوم بتنفيذها بجدِّية، فمن الأفضل أن يرفضك النّاس، على أن تكون خادماً غير مسؤول أمام الله.
محبتي لكم في المسيح
د.سواريز